[فائدتان في التعريف بأبي لهب وزوجته وفي سبب النزول]
١ - قال ابن كثير: (فأبو لهب هذا هو أحد أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم واسمه عبد العزى بن عبد المطلب، وكنيته أبو عتبة، وإنما سمي أبا لهب لإشراق وجهه، وكان كثير الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والبغضة له، والازدراء به، والتنقص له ولدينه. روى الإمام أحمد عن رجل يقال له ربيعة بن عباد من بني الديل وكان جاهليا فأسلم قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول:«يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا» والناس مجتمعون عليه ووراءه رجل وضئ الوجه، أحول ذو غديرتين يقول: إنه صابئ كاذب، يتبعه حيث ذهب، فسألت عنه فقالوا: هذا عمه أبو لهب، ثم رواه عن شريح عن ابن أبي الزناد عن أبيه فذكره قال أبو الزناد: قلت لربيعة: كنت يومئذ صغيرا؟ قال: لا والله إني يومئذ لأعقل أني أزفر القربة، تفرد به أحمد. وقال محمد ابن إسحاق حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس قال: سمعت ربيعة بن عباد الديلي يقول: إني لمع أبي رجل شاب انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع القبائل، ووراءه رجل أحول وضئ الوجه، ذو جمة يقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على القبيلة فيقول:«يا بني فلان إني رسول الله إليكم، آمركم أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئا، وأن تصدقوني وتمنعوني حتى أنفذ عن الله ما بعثني به» وإذا فرغ من مقالته قال الآخر من خلفه: يا بني فلان هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى وحلفاءكم من الجن من بني مالك بن أقيش إلى ما جاء به
من البدعة والضلالة، فلا تسمعوا له ولا تتبعوه فقلت لأبي: من هذا؟ قال: