كما أن مجئ آية الكتمان في مقطعها، ومجئ مقطعها بعد قوله تعالى فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ يشعر بأن كتمان ما أنزل الله فيه معنى الكفر. أو هو موصل للكفر والعياذ بالله.
٢ - في الكلام عن مقطع بني إسرائيل قلنا: إن مدخل المقطع المؤلف من أوامر ونواه هو بمجموعه العلاج الشامل الناجع للنفسية اليهودية. وكانت خاتمة الأوامر والنواهي في ذلك المدخل هي:
وقد رأينا أثناء عرض مقطع بني إسرائيل كيف أن المقطع في فصليه، كان وكأنه في بعض مقاصده يعلل لتوجيه الأوامر والنواهي التي سبقت هذه الآيات التي ذكرناها آنفا وانصب الكلام على الإيمان وكان الأمر على الشكل التالي:
إذا لم يؤمن بنو إسرائيل فلا فائدة من مناقشة ما بعد قضية الإيمان من التزامات. ومن ثم فإن الأمر بالاستعانة بالصبر والصلاة والتحذير من الكتمان، يتوجه لهذه الأمة التي هي وحدها المستفيدة من مثل هذا التوجيه، وإن كان التحذير يشمل بني إسرائيل.
ومن قبل قلنا إن الحوار مع بني إسرائيل لا زال مستمرا في السورة.
ولننتقل إلى الفقرة الثانية في المقطع.
[الفقرة الثانية من المقطع السادس]
تأتي هذه الفقرة وفيها إعلان للتوحيد والرحمة الربانية، وتدليل على هذا التوحيد والرحمة، وذكر للمنحرفين عن هذا التوحيد بعد كل هذه الدلائل. وإذ كان المقطع كله قد جاء بعد قوله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ. فإن هذه الفقرة تفصيل في قضية الشكر. وتعليل لوجوب الذكر والشكر. فلنرها.
وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ يخبر تعالى في هذه الآية عن تفرده بالإلهية. وأنه لا شريك له ولا عديل له. بل هو الله الواحد الأحد، الفرد الصمد الذي لا إله إلا هو. وأنه الرحمن الرحيم. وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ. أي فرد في