رسول الله صلى الله عليه وسلم لتثبيته على الدعوة- في وجه الإعراض والكفر والتكذيب- وتوجيهه إلى الصبر وانتظار حكم الله في الأمر؛ والاتصال بربه والاستمداد منه كلما طال الطريق).
[كلمة في سورة الإنسان ومحورها]
ختمت سورة القيامة بقوله تعالى: أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً* أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى * ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى* فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى * أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى، وافتتحت سورة الإنسان بقوله تعالى: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً* إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً فالصلات قائمة بين نهاية سورة القيامة وبداية سورة الإنسان.
وبعد مقدمة سورة البقرة التي فصلت فيها سورة القيامة يأتي قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، وتبدأ سورة الإنسان بقوله تعالى: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً* إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً وبعد آية من قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ يأتي قوله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا وبعد الآيتين الأوليين من سورة الإنسان يأتي قوله تعالى: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً وفي الآية اللاحقة من سورة البقرة يأتي قوله تعالى:
فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ وفي الآية اللاحقة من سورة الإنسان يأتي قوله تعالى: إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالًا وَسَعِيراً وبعد تلك الآية من سورة البقرة يأتي قوله تعالى: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ ... وبعد تلك الآية من سورة الإنسان يرد قوله تعالى:
إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً ويأتي بعد ذلك بقليل كلام عن بعض الأعمال الصالحة التي استحقوا بها ما استحقوا: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً ... وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ ... ، وتختم السورة بتأكيد المعاني التي ذكرت في الآيات الخمس بعد المقدمة من سورة البقرة، فتقرر أن الله عزّ وجل هو الذي أنزل القرآن، وتنهى عن طاعة الآثمين والكافرين، وتأمر بالذكر وقيام الليل، ولذلك صلاته