وكل ذلك يأتي في مقدمة قصة هي آية من آيات الله، وكل ذلك يصب في الخاتمة التي تتحدث عن تكذيب المشركين والكافرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو خاتم المرسلين، لاحظ صلة ذلك بمحور السورة: تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ لاحظ ختم الآية بكلمة المرسلين، ولاحظ ذكر كلمة المرسلين في خاتمة كل آية من الآيات الخمس ولنعد إلى التفسير:
إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أي أخوهم في العشيرة والنسب أَلا تَتَّقُونَ أي ألا تخافون الله في عبادتكم غيره. قال النسفي: أي ألا تتقون خالق الأنام فتتركوا عبادة الأصنام.
[كلمة في السياق]
نلاحظ أنه في كل قصة من قصص السورة ما عدا قصة إبراهيم وردت كلمة (ألا يتقون، أو ألا تتقون) ففي قصة موسى قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ.
وفي قصة نوح أَلا تَتَّقُونَ وفي قصة هود أَلا تَتَّقُونَ وفي قصة صالح أَلا تَتَّقُونَ وفي قصة لوط أَلا تَتَّقُونَ وفي قصة شعيب أَلا تَتَّقُونَ وهذا المعنى مبثوث في القرآن كله كما سجلناه في كتاب (جند الله ثقافة وأخلاقا) وهذا من مظاهر الإعجاز في القرآن، إذ تجد كل معنى من معانيه تصب السور كلها في توضيحه واستكمال جوانبه بحيث لا يناقض شئ منه شيئا آخر. وقد دلتنا هذه الكلمة على أن الهدف الرئيسي من دعوات الرسل جميعا هو إيصال الناس إلى تقوى الله، ولنعد إلى التفسير: