المجموعة الأولى من الفقرة الأولى، وفيها ذكر لأمم كذبت بالساعة، فحل بهم ما حل، ثم تسير السورة في سياقها المبدع الرائع الذي يهز الكيان هزا. قال ابن كثير:(روى الإمام أحمد ... عن عمر بن الخطاب أنه قال: خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال: فقلت هذا والله شاعر كما قالت قريش، قال فقرأ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ* وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ قال: فقلت كاهن، قال فقرأ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ* تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ* وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ* لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ* ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ* فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ إلى آخر السورة، قال: فوقع الإسلام في قلبي كل موقع، فهذا من جملة الأسباب التي جعلها الله تعالى مؤثرة في هداية عمر بن الخطاب رضي الله عنه). لاحظ كلمة عمر في جاهليته: فجعلت أعجب من تأليف القرآن، وكيف كانت هذه السورة من أسباب إيمانه، لتدرك روعة هذه السورة، وروعة الإعجاز القرآني.
٢ - قدمت السورة للكلام عن يوم القيامة بما هو الغاية في الفخامة والتعظيم، فقرعت الآذان والقلوب بهذا الجرس القوي، والاستفهام بعد الاستفهام عن شأنها وها هي ذي المجموعة الأولى من الفقرة الأولى تتحدث عن من كذب بها وما حل بهم بسبب التكذيب.
[تفسير المجموعة الأولى من الفقرة الأولى]
كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ أي: بالحاقة فوضعت القارعة موضعها، لأنها من أسماء يوم القيامة، وسميت بالقارعة لأنها تقرع الناس بالأفزاع والأهوال، وثمود قوم صالح، وعاد قوم هود
فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ قال النسفي:(أي:
بالواقعة المجاوزة للحد في الشدة، واختلف فيها فقيل الرجفة، وقيل الصيحة ... ) وقال ابن كثير في تفسير الطاغية: وهي الصيحة التي أسكتتهم، والزلزلة التي أسكنتهم، هكذا قال قتادة: الطاغية الصيحة وهو اختيار ابن جرير
وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ أي: شديدة الصوت أو باردة عاتِيَةٍ أي: شديدة العصف والهبوب. قال الضحاك: عتت عليهم بغير رحمة ولا بركة
سَخَّرَها أي: سلطها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ من الليالي سبعا ومن النهر ثمانية حُسُوماً قال ابن كثير: أي: كوامل متتابعات مشائيم أو مستأصلة استئصالا فَتَرَى الْقَوْمَ أيها