للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى يعرب عنه لسانه فإذا عبّر عنه لسانه إما شاكرا وإما كفورا». روى الإمام أحمد ... عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم سئل عن أولاد المشركين فقال: «الله أعلم بما كانوا عاملين إذ خلقهم». وروى الإمام أحمد ... عن ابن عباس قال: أتى عليّ زمان وأنا أقول أولاد المسلمين مع المسلمين، وأولاد المشركين مع المشركين، حتى حدّثني فلان عن فلان أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم سئل عن أولاد المشركين فقال: «الله أعلم بما كانوا عاملين». قال: فلقيت الرجل فأخبرني فأمسكت عن قولي، ومنهم عياض بن حمار المجاشعي. روى الإمام أحمد ... عن عياض ابن حمار أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم خطب ذات يوم فقال في خطبته: «إنّ ربّي عزّ وجلّ أمرني أن أعلمكم ما جهلتم، ممّا علمني في يومي هذا: كل مال نحلته عبادي حلال.

وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فأضلتهم عن دينهم، وحرّمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزّل به سلطانا، ثمّ إنّ الله عزّ وجلّ نظر إلى أهل الأرض فمقتهم، عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال:

إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقطان، ثم إن الله أمرني أن أحرّق قريشا، فقلت: يا رب، إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة، قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك، وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشا نبعث خمسة أمثاله، وقاتل بمن أطاعك من عصاك. قال: وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، ورجل عفيف متعفّف ذو عيال- قال- وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له، الذين هم فيكم تبعا، لا يبتغون أهلا ولا مالا، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دقّ إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، وذكر البخيل والكذّاب، والشنظير: الفحاش».

أقول: ينبغي أن يلاحظ القارئ بدقة قوله عليه الصلاة والسلام: «وقاتل بمن أطاعك من عصاك» فإنها كلمة دلالتها كبيرة، فليتق الله مسلم أن يكون ذا ورع كاذب، أو أن يكون خارجيا، يكفّر حيث لا كفر، ويقتل حيث لا يحل.

٩ - [كلام ابن كثير بمناسبة قوله تعالى وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ]

بمناسبة قوله تعالى: وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ قال ابن كثير: روى ابن جرير ... عن يزيد بن أبي مريم قال: مرّ عمر رضي الله عنه بمعاذ بن جبل فقال عمر: ما قوام هذه الأمة؟ قال معاذ: ثلاث وهن المنجيات: الإخلاص وهي الفطرة

<<  <  ج: ص:  >  >>