إلا ما اكتسبتم؛ وذلك لافتخارهم بآبائهم. وفي الحديث الذي رواه مسلم «من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه».
وبهذا استكملت الحجة على الراغبين عن دين إبراهيم، ومن رغب عن الإسلام الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فقد رغب عن ملة إبراهيم. إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ.
[فائدة]
- استدل بقوله تعالى قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ من جعل الجد أبا (في حال وفاة الأب) وحجب به الإخوة في الإرث، كما هو قول الصديق، حكاه البخاري عنه، من طريق ابن عباس وابن الزبير ثم قال البخاري: ولم يختلف عليه، وإليه ذهبت عائشة أم المؤمنين، وبه يقول الحسن البصري وطاوس وعطاء، وهو مذهب أبي حنيفة وغير واحد من السلف والخلف، وقال مالك والشافعي وأحمد فى المشهور عنه: إنه يقاسم الإخوة واختاره صاحبا أبي حنيفة: أبو يوسف ومحمد بن الحسن.
[كلمة في السياق]
بالفقرة السابقة تنتهي مناقشة الراغبين عن دين إبراهيم، وخاصة أصحاب دعوى الانتساب إليه، مع انحرافهم عن التوحيد والإسلام والعبادة الخالصة. وقد ذكرنا قوله تعالى- حكاية عن أبناء يعقوب (عليه السلام): نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ببداية هذا القسم كله يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ .... فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ فالأمر الذي وجه للناس جميعا بالعبادة والتوحيد تأتي المقاطع لتعمقه، ولم يبق من مقطع إبراهيم إلا الفقرة الأخيرة، وهي التي تناقش الداعين إلى غير ملة إبراهيم، بعد أن ناقشت الفقرة السابقة الراغبين عن ملته، وتختم بالآية نفسها التي ختمت بها الفقرة السابقة: