للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآية: عمرو بن الجموح رضي الله عنه وكان له مال عظيم. فسأل ماذا ننفق من أموالنا؟ وأين نضعها؟. فكان الجواب هذه الآية!! ..

[المعنى الحرفي]

يَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ؟: هذا هو السؤال؛ وظاهر السؤال أنه ماذا يكون الإنفاق؟. فجاء الجواب متضمنا هذا، ومتضمنا بيان المصرف. قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ: هذا بيان لما ينفقونه. وهو كل خير. والخير في كثير من آيات القرآن يأتي بمعنى المال. وهو هنا كذلك- والله أعلم- فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ: هذا بيان المصرف. تلا ميمون بن مهران هذه الآية ثم قال: «هذه مواضع النفقة؛ ما ذكر فيها طبلا ولا مزمارا، ولا تصاوير الخشب ولا كسوة الحيطان». فكأنه يشير بهذا إلى قوم ينفقون الكثير على الزينة لمسجد ولغيره، يتقربون فيه إلى الله، مع وجود من يحتاج. فهو ينكر مثل هذا- والله أعلم- وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ: أي مهما صدر منكم من فعل معروف فإن الله يعلمه، وسيجزيكم على ذلك أوفر الجزاء فإنه لا يظلم أحدا مثقال ذرة. ثم تأتي في السياق مجموعة جديدة بعد أن سبقت معانيها بتمهيد. كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ. وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ. وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ. وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ* يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ. قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ. وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ. وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ* إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.

في هذا المجموعة، فريضة، وسؤال له علاقة بهذه الفريضة. وقاعدة عامة مرتبطة بهذه الفريضة. والفريضة، فريضة القتال. وهذه الفريضة تأتي بالأهمية بعد الأركان الخمسة مباشرة لقوله صلى الله عليه وسلم: «الإسلام ثمانية أسهم: الإسلام سهم، والصلاة سهم، والزكاة سهم، والصوم سهم، والحج سهم، والأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم، والجهاد سهم، وقد خاب من لا سهم له». وفي كتابنا (جند الله ثقافة وأخلاقا) بينا أن بين الجهاد، وبين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نوعا من

<<  <  ج: ص:  >  >>