للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٣/ ٤٠ - ٤٣

[التفسير]

حم* وَالْكِتابِ الْمُبِينِ أي: البين الواضح الجلي المعاني والألفاظ، لأنه نزل بلغة العرب التي هي أفصح اللغات؛ ولهذا قال تعالى:

إِنَّا جَعَلْناهُ أي: أنزلناه قُرْآناً عَرَبِيًّا أي: بلغة العرب فصيحا بليغا واضحا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ أي:

تفهمونه وتتدبرونه وتعملون به، فالعقل الشرعي: فهم صحيح لكتاب الله، وضبط للنفس عليه.

هذه هي مقدمة السورة وفيها قسم ومقسم عليه. القسم بالكتاب، والجواب في شأن الكتاب. والتناسب واضح بين القسم والمقسم عليه كالتناسب بين البيان والفصاحة والعقل. قال النسفي: (والمبين البيّن للذين أنزل عليهم، لأنه بلغتهم وأساليبهم، أو الواضح للمتدبرين، أو الذي أبان طرق الهدى من طرق الضلالة، وأبان كل ما تحتاج إليه الأمّة في أبواب الديانة).

قال الألوسي: (واستدل المعتزلة بالآية الأخيرة على أن القرآن مخلوق، وأطالوا الكلام في ذلك، وأجيب بأنه إن دل على المخلوقية فلا يدل على أكثر من مخلوقية الكلام اللفظي ولا نزاع فيها، وأنت تعلم أن الحنابلة ينازعون في ذلك ولهم عن الاستدلال أجوبة مذكورة في كتبهم).

<<  <  ج: ص:  >  >>