إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ أي أوجب عليك تلاوته وتبليغه والعمل بما فيه لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ أي يوم القيامة، فيسألك عن ذلك، أو إلى مكة بعد إخراجك منها قُلْ للناس جميعا رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى يعني محمدا وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ أي واضح وهم المشركون. قال ابن كثير:(أي قل لمن خالفك وكذبك يا محمد من قومك من المشركين، ومن تبعهم على كفرهم، قل ربي أعلم بالمهتدي منكم ومني وستعلمون لمن تكون له عاقبة الدار، ولمن تكون العاقبة والنصرة في الدنيا والآخرة) وبهذا
ختمت المجموعة الرابعة:
[كلمة في السياق]
لاحظ الصلة بين أول آية في المجموعة الرابعة وآخر آية: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ لاحظ وجود كلمة الهداية في الآيتين. ولاحظ أن الآية الأخيرة تعزية على ما ورد في الأولى، وتذكير بالواجب الأول وهو التذكير، ومن هنا نعلم أن المجموعة الرابعة كل متكامل، ففيها تقرير أمر الهداية، والرد على دعوى صارفة عن الدخول في الإسلام وهي خوف التخطف التي عولجت بالرد المباشر، وبالترغيب والترهيب والتذكير بعذاب الآخرة، وعذاب الدنيا، والتي ختمت بذكر القاعدة أن الدار الآخرة لا تكون إلا للمتقين، وأن إرادة العلو والفساد في الأرض لا يكون معها نيل ثواب الله في الآخرة، وأن الحسنة