كَفَرُوا إذا دخلوا النار رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا أي: الشيطانين اللذين أضلانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لأن الشيطان على ضربين إنس وجن، وقد تعاونا على الإضلال نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ في النّار جزاء إضلالهم إيانا. ولا ينفعهم هذا الكلام هناك، ومن ثم لا نجد السياق يجيبهم على النداء.
[كلمة في السياق]
١ - نلاحظ أن المجموعة هذه بدأت الكلام عن قرناء الكافرين الذين زيّنوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم، وختمت بالكلام عن هؤلاء القرناء؛ إذ يدعو عليهم من ضلوا بسببهم إذا دخلوا النار، ممّا يشير إلى وحدة المجموعة.
٢ - فهمنا من المجموعة أن هؤلاء الكافرين الذين حدّثنا الله عنهم في أوّل السورة ثم ردّ عليهم لم يستفيدوا من التقرير والوعظ والإنذار؛ بل هم مزيّنة لهم أعمالهم، مصرّون على حرب القرآن، وأن الله عزّ وجل سلّط عليهم شياطين الجن والإنس يضلونهم، وذلك عقوبة لهم على إعراضهم، كما سنرى ذلك واضحا في سورة الزخرف في قوله تعالى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ومن ثمّ نعرف أنّ المجموعة الأخيرة ذكرت عقوبة جديدة مما يعاقب به الله عزّ وجل المعرضين، إذ يسلط عليهم الشياطين ليضلوهم فيستحقون دخول النار. وقد عرض هذا في سياق يخدم مجموعة أمور بآن واحد، وإذ وصل السياق إلى هاهنا، فإن السورة تتجه اتجاها جديدا.
إذ نجد أن مجموعات ثلاثا تأتي، وفي كل منها آية مبدوءة بكلمة إِنَّ* التي تفيد التوكيد: