للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعاقبة طاعة الكافرين وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا.

...

إن ارتباط المقطع بمحور السورة واضح، وارتباطه بما قبله واضح وارتباطه بسياق السورة واضح.

يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ سؤال استعجال، أو سؤال امتحان قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ قد استأثر به فلا يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرّب وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً أي تكون شيئا قريبا، وفي هذا بيان أنّ الساعة قريبة الوقوع، وفي ذلك تهديد للمستعجلين، وإسكات للممتحنين

إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ أي أبعدهم من رحمته وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً أي نارا شديدة في الدار الآخرة

خالِدِينَ فِيها أَبَداً أي ماكثين مستمرين فلا خروج لهم منها، ولا زوال لهم عنها قال النسفي:

(هذا يردّ مذهب الجهمية لأنهم يزعمون أنّ الجنّة والنّار تفنيان) لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً أي ليس لهم مغيث ولا معين ينقذهم مما هم فيه

يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ أي تصرف في الجهات كما ترى الشئ يدور في القدر إذا غلت، وخصت الوجوه بالذكر لأن الوجه أكرم موضع على الإنسان من جسده يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا فنتخلص من هذا العذاب، تمنّوا حين لا ينفعهم التمني

وَقالُوا رَبَّنا إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا أي رؤساءنا وَكُبَراءَنا أي ذوي الأنساب منا، أو علماءنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا أي اتبعنا السادة وهم الأمراء والكبراء من المشيخة، وخالفنا

الرسل، واعتقدنا أن عندهم شيئا، وأنهم على شئ، فإذا هم ليسوا على شئ

رَبَّنا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذابِ عذاب الضلال والإضلال أي بكفرهم وإغوائهم إيّانا وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً أي العنهم أشدّ اللّعن وأعظمه.

[كلمة في السياق]

في هذا المقطع أمر للمؤمنات في وجوب الستر، والستر في المجتمع الإسلامي ضروري لإقامة التقوى عند الذكور والإناث، وفي المقطع تهديد للكافرين والمنافقين الذين لا همّ لهم إلا نشر الفاحشة والفجور والإشاعات، ولذلك صلاته ببعضه وبالمحور، وأما صلته بما قبله فواضحة. فما قبله كان كلاما عن حجاب أمهات المؤمنين

<<  <  ج: ص:  >  >>