أمروا بها فشربوا منها فأذهبت ما كان في بطونهم من أذى أو قذى وتلقتهم الملائكة على أبواب الجنة سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ وتلقى كل غلمان صاحبهم يطوفون به فعل الولدان بالحميم جاء من الغيبة، أبشر قد أعد الله لك من الكرامة كذا وكذا، قد أعد الله لك من الكرامة كذا وكذا، قال: وينطلق غلام من غلمانه إلى أزواجه من الحور العين فيقول: هذا فلان باسمه في الدنيا فيقلن: أنت رأيته؟ فيقول:
نعم فيستخفهن الفرح، ثم يخرج إلى أسكفة الباب، قال: فيجئ فإذا هو بنمارق مصفوفة، وأكواب موضوعة، وزرابي مبثوثة، قال: ثم ينظر إلى تأسيس بنيانه، فإذا هو قد أسس على جندل اللؤلؤ بين أحمر وأخضر وأصفر وأبيض، ومن كل لون، ثم يرفع طرفه إلى سقفه، فلولا أن الله تعالى قدر له أن لا يذهب ببصره إنه لمثل البرق، ثم ينظر إلى أزواجه من الحور العين، ثم يتكئ على أريكة من أرائكه ثم يقول: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ.
٩ - لاحظ أنه لما كان الحديث عن أهل النار قال تعالى: حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها بدون واو قبل (فتحت) بينما قال في أهل الجنة: حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها بواو قبل (فتحت) فما السر في ذلك؟ علل النسفي لذلك بقوله:
(إن أبواب النار لا تفتح إلّا عند دخول أهلها فيها، وأما أبواب الجنة فتقدم فتحها كقوله تعالى: جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ فلذلك جيئت بالواو، كأنه قال حتى إذا جاءوها وقد فتحت أبوابها) وقد رأينا ردّ ابن كثير على من زعم أن هذه الواو تسمّى واو الثمانية.
وبهذا ينتهي ما أردنا نقله من فوائد المقطع الأخير، وقد آن أن نتكلم كلمة أخيرة عن السورة.
[كلمة أخيرة في سورة الزمر]
بدأت السورة بقوله تعالى: تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ وقد كانت السورة مجلى لعزة الله وحكمته، فرأينا آثار عزّة الله في الكلام عن خلقه وعظمته، وفعله بالكافرين والمكذّبين والمستكبرين في الدنيا والآخرة، ورأينا آثار عزته بأمره بالعبادة والتقوى والإحسان والتوبة والإنابة، ورأينا آثار حكمته، في العرض والأمر