للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحجب، ومن لا يحجب. ثم بحث العول، وهي قضية خلافية، وتكون في حالة ضيق المخرج عن فرض فماذا يفعل في هذه الحالة؟ ثم يبحثون موضوع الرد، ومن يرد عليه، ومن لا يرد في حالة فضل المخرج عن فرض ذوي الفروض ولا مستحق له من العصبة يرد عليه؟ ثم يبحثون موضوع المناسخة: وهي حالة ما إذا صار بعض الأنصباء ميراثا قبل القسمة ماذا يفعل به؟ ثم يبحثون موضوع توريث ذوي الأرحام وتفصيلات ذلك وترتيبه. ثم يبحثون موضوع الخنثى، والحمل، والمفقود، والمرتد، والأسير، والغرقى، والحرقى، والعدمى.

ويبحثون موضوع المسائل، وكيفية حلها، وكثيرا من الأمور الأخرى. نقول هذا ليعلم أن العودة في المواضيع الموسعة إلى كتبها التي اختصت بها شيء لا بد منه.

وبهذه المناسبة نكرر قضية مرت معنا: وهي أن القرآن لم يتحدث عن الموضوع الواحد في المكان الواحد. وكتب السنة تروي ما ورد من الحديث في الموضوع الواحد، ولا تعرج إلا نادرا عما ورد في القرآن فيه، وإذا عرجت فإنها لا تستقصي، لأنه ليس من اختصاصها، فلا بد إذا بشكل عفوي أن تنشأ العلوم الإسلامية، وتؤلف الكتب التي تتحدث عن الموضوع الواحد في الكتاب والسنة والإجماع، وما يدخل في هذا الموضوع عن طريق القياس. ولا بد أن تختلف الأفهام، ومن ثم نشأ علم أصول الفقه، الذي يضبط الاجتهاد، وطرقه، ووسائله، ويحدد أصوله، كما نشأ علم الفقه، وغيره من العلوم الإسلامية، فما أجهل من يحارب دراسة الفقه، أو التوحيد، أو غير ذلك من العلوم الإسلامية في كتبها، أو يستغرب وجود مدارسها، وما أحمق من يفعل ذلك بحجة أنه لا تصح دراسة غير الكتاب والسنة، فمن قال إن دراسة الكتاب والسنة تناقض دراسة كتب الاختصاص؟! إن الذي يستحق اللوم هو من يهمل دراسة الكتاب والسنة بحجة دراسة غيرهما أما من يجمع فلا لوم عليه. وأما حكمة كون القرآن لم يذكر الموضوع الواحد في المكان الواحد، فقد ذكرنا بعضها من قبل، وسنذكر بعضها في نهاية هذا المقطع.

[ولنعد إلى السياق]

وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا. وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما، فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللَّهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً* إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً. وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ

<<  <  ج: ص:  >  >>