للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحيوانات على اختلاف أشكالهم وألوانهم، ولغاتهم وطباعهم وأجناسهم وأنواعهم، وقد فرقهم في أرجاء السموات والأرض وَهُوَ مع هذا كله عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ أي: يوم القيامة يجمع الأولين والآخرين، وسائر الخلائق في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، فيحكم فيهم بحكمه العدل الحق).

وقال النسفي: (الدواب تكون في الأرض وحدها لكن يجوز أن ينسب الشئ إلى جميع المذكور- وإن كان ملتبسا ببعضه- كما يقال: بنو تميم فيهم شاعر مجيد وإنما هو في فخد من أفخاذهم، ومنه قوله تعالى: يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ وإنما يخرج من الملح، ولا يبعد أن يخلق في السموات حيوانات يمشون فيها مشى الأناسي على الأرض، أو يكون للملائكة مشي مع الطيران، فوصفوا بالدبيب كما وصف به الأناسي).

أقول: في حالة اكتشاف حياة على ظهر كوكب آخر تكون الآية نصا في ذلك، وإلا ففي تأويلات ابن كثير والنسفي ما يكفي لفهمها.

١٠ - [كلام ابن كثير عن الصبر على البلاء بمناسبة آية وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ .. ]

بمناسبة قوله تعالى: وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قال ابن كثير: وفي الحديث الصحيح «والذي نفسي بيده ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن إلا كفر الله عنه بها من خطاياه حتى الشوكة يشاكها». وروى ابن جرير عن أيوب قال: قرأت في كتاب أبي قلابة نزلت فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ وأبو بكر رضي الله عنه يأكل فأمسك وقال: يا رسول الله إني أرى ما عملت من خير وشر، فقال: «أرأيت ما رأيت مما تكره، فهو من مثاقيل ذر الشر وتدخل مثاقيل الخير حتى تعطاه يوم القيامة» قال: قال أبو إدريس: فإني أرى مصداقها في كتاب الله تعالى وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ثم رواه من وجه آخر عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه، قال: والأول أصح وروى ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه قال: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله عزّ وجل وحدثنا به رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال:

وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ وسأفسرها لك يا علي: ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم، والله تعالى أحلم من أن يثني عليه العقوبة في الآخرة، وما عفا الله عنه في الدنيا فالله تعالى أكرم من أن يعود بعد عفوه» وكذا رواه الإمام أحمد عن أبي سخيلة قال علي قال: رضي الله عنه

<<  <  ج: ص:  >  >>