اللَّهِ أي التي يعبدونها ويدعونها من دون الله مِنْ شَيْءٍ فلا نفعوهم ولا أنقذوهم لَمَّا جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ أي عذابه وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ أي تخسير وذلك أن سبب هلاكهم ودمارهم إنما كان باتباعهم تلك الآلهة، فلهذا خسروا في الدنيا والآخرة
وَكَذلِكَ أي ومثل ذلك الأخذ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى أي: أهلها، أي: وكما أهلكنا أولئك القرون الظالمة المكذبة لرسلنا كذلك نفعل بأشباههم وَهِيَ ظالِمَةٌ لنفسها أو لغيرها، وهو إنذار لكل ظالم لنفسه أو لغيره بوخامة العاقبة إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ أي مؤلم شَدِيدٌ أي صعب على المأخوذ وهذا تحذير لكل قرية ظالمة وتحذير لكل ظالم فعلى كل ظالم أن يبادر بالتوبة ولا يغتر بالإمهال
إِنَّ فِي ذلِكَ أي فيما قص الله من قصص الأمم الهالكة لَآيَةً أي لعبرة وعظة لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ أي لمن اعتقد صحته ووجوده وبنى على ذلك فحذر وخاف، والآية تتضمن معنى مفهوما من السياق: إن في إهلاكنا الكافرين وإنجائنا المؤمنين لعظة واعتبارا على صدق وعودنا في الآخرة، ذلِكَ يَوْمٌ أي يوم القيامة الذي فيه عذاب الآخرة مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ أي يجمعون للحساب والثواب والعقاب أولهم وآخرهم وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ أي عظيم تحضره الملائكة، ويجتمع فيه الرسل وتحشر الخلائق بأسرهم من الإنس والجن والطير والوحوش والدواب، ويحكم فيه العادل الذي لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها
وَما نُؤَخِّرُهُ أي وما نؤخر اليوم المذكور إلا لانتهاء مدة معدودة، أو ما نؤخر هذا اليوم إلا لتنتهي المدة التي ضربناها لبقاء الدنيا. قال ابن كثير: أي ما نؤخر إقامة القيامة إلا لأنه قد سبقت كلمة الله في وجود أناس معدودين من ذرية آدم، وضرب مدة معينة إذا انقطعت وتكامل وجود أولئك المقدر خروجهم قامت الساعة ولهذا قال: وَما نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ أي لمدة مؤقتة لا يزاد عليها ولا ينتقص منها
يَوْمَ يَأْتِ أي يوم القيامة لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ أي لا تتكلم نفس إِلَّا بِإِذْنِهِ أي لا يشفع أحد إلا بإذنه فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ أي من الناس معذب ومنهم منعم
هو أول نهيق الحمار وَشَهِيقٌ هو آخره، أو هما إخراج النفس ورده، والزفير عادة يكون بعد الشهيق، ولكن لما هم فيه من العذاب أصبح تنفسهم زفيرا، وأخذهم النفس شهيقا عياذا بالله من ذلك
خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ المراد سماوات الآخرة وأرضها، وهي دائمة مخلوقة للأبد إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ من تعذيبهم بغير النار من زمهرير وأنواع أخرى من العذاب، أو المعنى: إلا من شاء ربك إخراجه