ولكن يلجأ إلى بعض مخاليقه يدعوها للنصرة والإنقاذ والنجاة؛ بحجة أنها ذات جاه أو منزلة عند الله، أو بغير هذه الحجة في بعض الأحيان. كالذين يدعون الأولياء لإنقاذهم من مرض أو شدة أو كرب .. )
من قوله تعالى: وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ نفهم أن من مهمات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تبيان الكتاب، ومن ثم فإن كل أفعاله صلّى الله عليه وسلّم وأقواله وأحواله بيان للكتاب، حتى إن المتتبّع ليستطيع أن يرجع كل ما أثر في السنة عنه عليه الصلاة والسلام إلى موضوع البيان، ومن ثم فإن الكتاب لا يفهم بدون السنة، فنحن لا نعرف كيف ننفّذ الكثير من أوامر الله، كأوامره بالصلاة والزكاة والصوم والحج، ولا نستطيع أن نفهم الحدود في الكثير من النواهي، كالربا وأكل أموال الناس بالباطل، وغير ذلك إلا من خلال السنة، فهي الشرح العملي والنظري للكتاب، فهناك تلازم كامل بين الكتاب والسنة، فمن لم يعرف السنة لا يستطيع أن يفهم الكتاب، ومن ثم فإننا جعلنا هذه السلسلة (الأساس في المنهج) تشتمل على ثلاثة أقسام الأساس في التفسير والأساس في السنة وفقهها والأساس في قواعد المعرفة وضوابط الفهم للنصوص. وما يصاب المسلمون بشيء أفظع من جهل بالكتاب والسنّة إنك لا تعرف حدود وقيود ما أمر الله به ونهى، ولا تعرف وضع الأمور في مواضعها، إن في التصور أو في السلوك، إلا من خلال السنة الشارحة للكتاب، ومن ثم تسمى السنة في القرآن بالحكمة، حتى إن الشافعي يرى أن كل حكمة مقرونة بالكتاب في القرآن إنما يراد بها السنة، فلا تقف همتك دون استيعاب الكتاب والسنة