للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذ عرض شاعر ينشد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا» حمله الشافعي عليه الرحمة على الشعر المشتمل على الفحش، وروي نحوه عن عائشة رضي الله عنها فقد أخرج الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن عائشة أنه بلغها أن أبا هريرة يروي عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم «لأن يمتلئ جوف أحدكم» الحديث فقالت:

رحم الله تعالى أبا هريرة، إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا» من الشعر الذي هجيت به يعني نفسه الشريفة عليه الصلاة والسلام ذكر ذلك المرشدي في فتاواه نقلا عن كتاب بستان الزاهدين).

٨ - بمناسبة قوله تعالى: وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا في حق الشعراء من أهل الإيمان قال ابن كثير: قال ابن عباس: «أي» يردون على الكفار الذين كانوا يهجون به المؤمنين، وكذا قال مجاهد وقتادة وغير واحد، وهذا كما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان: «اهجهم- أو قال- هاجهم وجبريل معك» وقال الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن الله عزّ وجل قد أنزل في الشعر ما أنزل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن المؤمن- يجاهد بسيفه ولسانه- والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح النبل»).

٩ - وبمناسبة قوله تعالى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ قال ابن كثير: (والصحيح أن هذه الآية عامة في كل ظالم كما قال ابن أبي حاتم: ذكر عن يحيى ابن زكريا بن يحيى الواسطي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كتب أبي في وصيته سطرين: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به أبو بكر بن أبي قحافة عند خروجه من الدنيا، حين يؤمن الكافر، وينتهي الفاجر، ويصدق الكاذب، إني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب، فإن يعدل فذاك ظني به ورجائي فيه، وإن يجر ويبدل فلا أعلم الغيب وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.

[كلمة في سورة الشعراء]

سورة الشعراء هي إحدى السور الثلاث التي تفصل قوله تعالى: تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ومن الملاحظ أن هذه الآية لم تفصل قبل هذه المرة، ومن ثم فصلتها ثلاث سور كاملة، تشكل زمرة واحدة، شعارها الطاء والسين

<<  <  ج: ص:  >  >>