عوامل حصول الإيمان. وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ زكاة الأموال، وزكاة الأنفس.
وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مع إيمانهم بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وما أنزل من قبله، هؤلاء ممن هذه صفاتهم، الإيمان بالكتب، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والإيمان بالله واليوم الآخر يعدهم الله. أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً. وبهذا ينتهي هذان المقطعان بتبيان ما أعده الله لأهل الإيمان من الأجر العظيم، بدأ المقطع الأول بالأمر بالإيمان، وختم المقطع الثاني بجزائه ومقتضياته، وخلال ذلك كان نقاش وتربية، وذكر مناف، وتطهير مما يناقض. وتعريض بأهل الكفر والعناد، ورفع للمسلم إلى ذروة التقوى بالتطهير عما ينافيها وذلك محور سورة النساء كلها كما رأينا أكثر من مرة، ولأن المقطعين في حكم المقطع الواحد دمجنا الكلام عنهما.
[فصل في رفع المسيح عليه الصلاة والسلام]
سنعقد فصلا في أواخر تفسير المقطع الثاني عشر نتحدث فيه عن الأناجيل، والتثليث، وهناك سنرى القيمة التاريخية للأناجيل الأربعة المعتمدة عند نصارى اليوم،
وسنرى أنها من وجهة النظر التاريخية والنقدية، مما لا يمكن أن تقوم به حجة، ومع إجماعها على أن المسيح عليه الصلاة والسلام قد صلب، إلا أنها متناقضة مع بعضها في كثير من الحيثيات فإنجيل متى يقول على لسان يهوذا الأسخريوطي.
«الذي أقبله هو هو أمسكوه فللوقت تقدم إلى يسوع وقال السلام يا سيدي وقبله .... حينئذ تقدموا وألقوا الأيادي على يسوع وأمسكوه».
وفي إنجيل يوحنا:
«فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون أجابوه يسوع الناصري قال لهم يسوع أنا هو وكان يهوذا مسلمه أيضا واقفا معهم فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض».
فرواية إنجيل متى تقول: إن يهوذا دلهم عليه من خلال القبلة ورواية إنجيل يوحنا تقول: إن المسيح عليه السلام هو الذي عرفهم على نفسه.
وإذا كانت هذه الأناجيل كما سنرى ليس واحدا منها ثابت النسبة لواحد من تلاميذ المسيح عليه الصلاة والسلام فلذلك لا نحتاج إلى جهد عقلي كي نستدل على أنها غير قابلة للاعتماد. وبإجماع من كتب ودرس فإن المرحلة الأولى من النصرانية قد طمست