للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طمسا كاملا، وكل ذلك سنراه في الفصل الذي وعدنا به يقول شارل جنيبير أستاذ المسيحية ورئيس قسم تاريخ الأديان في جامعة باريس في كتابه (المسيحية: نشأتها وتطورها):

(وهكذا لم نعد نستطيع أن نميز في وضوح الجوانب التاريخية لشخصية عيسى ولم نعد نملك المراجع اللازمة لتحديد أحداث حياته بدقة).

ويقول عن موضوع دعوى الصلب:

(ومن المرجح كذلك أن الأحداث الخاصة بالصلب كانت قد فقدت الكثير من وضوحها في ذاكرة المؤمنين قبل تحرير الأناجيل وأنها تأثرت في مخيلتهم بالأساطير المختلفة الشائعة ثم إنها فسرت تفسيرات غيرت وجددت في جوانب كثيرة أساسية منها).

أمام هذا كله، فإن أي باحث يجد نفسه مساقا من الناحية التاريخية أن ينقل رواية إنجيل برنابا، لأنها الرواية الوحيدة المنسوبة لتلميذ مباشر من تلاميذ المسيح عليه السلام من الثابت أنه قد اختلف مع بولس الذي إليه مرجع المعتقدات النصرانية الحالية، وإن رواية برنابا عليه السلام لواضحة في أن المسيح عليه الصلاة والسلام قد رفع وأن الذي صلب هو يهوذا الخائن الذي ألقي عليه شبه المسيح.

ونحن سننقل رواية برنابا كاملة في هذا الشأن، لا للاستناد عليها في إثبات رفع المسيح عليه الصلاة والسلام، فهذه قضية بت فيها القرآن وانتهى الأمر، لكنا ننقلها كيلا يماحك مماحك في أن النصارى واليهود مجمعون على الصلب، وأنهم لا يشكون في ذلك، بينما القرآن أثبت شكهم.

يقول إنجيل برنابا:

«الفصل الرابع عشر بعد المائتين»

وخرج يسوع من البيت ومال إلى البستان ليصلي فجثا على ركبتيه مائة مرة معفرا وجهه كعادته في الصلاة ولما كان يهوذا يعرف الموضع الذي كان فيه يسوع مع تلاميذه ذهب لرئيس الكهنة وقال: إذا أعطيتني ما وعدت به أسلم هذه الليلة ليدك يسوع الذي تطلبونه لأنه منفرد مع أحد عشر رفيقا. أجاب رئيس الكهنة: كم تطلب؟ قال يهوذا:

ثلاثين قطعة من الذهب فحينئذ عد له رئيس الكهنة النقود فورا وأرسل فريسيا إلى الوالي

<<  <  ج: ص:  >  >>