يكون له أحكام النذر أو اليمين. وأحيانا تكون العهود بين حكومة ودولة كافرة، فإذا لم تكن المعاهدة ابتداء فيها مصلحة للمسلمين فإنها لا تسري عليهم.
١١ - قلنا إن الفقرة الثانية في المقطع الأول من القسم الثاني قد ذكرت نموذجين من الناس. نموذج الكاتمين، ونموذج الأبرار. وفي الكلام عن الكاتمين قال تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى. وإذن فكتمان ما أنزل الله جزء من صراط الضالين.
والكلام عن الأبرار جزء من صراط الذين أنعم الله عليهم. ولعل هذا يذكر بما ندعو الله عزّ وجل به كل صلاة: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ولعله يذكرنا بالمسرى العام لسورة البقرة، وصلته بما قبله من سورة الفاتحة، ولعله يوجد من يلومنا على هذه الاستقصاءات. ونظنه مخطئا.
وسيتضح له خطؤه كلما سار في هذا التفسير، فرأى من الصلات والروابط ما تندفع به أوهام كثيرة لا بد من دفعها.
[كلمة أخيرة في المقطع الأول من القسم الثاني]
١ - لعل القارئ لاحظ من خلال عرضنا لهذا المقطع تشابك الصلات بينه وبين المقطع الذي قبله مباشرة، وبينه وبين كل ما سبق من السورة. وهذا يري كيف أن كل آية لاحقة تكمل ما قبلها، وتوصل إلى ما بعدها في خطاب مستوعب للنفس البشرية من أين ينبغي أن يبدأ معها؟ وإلى أين ينبغي أن يسار فيها؟ ولقد رأينا كيف أن المقطع استقر على آية ختم بها الحوار مع بني إسرائيل، ولخصت قضية التقوى ليكون ذلك مقدمة للكلام عن مجموعة أمور تحمي التقوى، أو تحقق بها، أو تعمقها، أو هي جزء منها. وذلك كله مما تضمنته بقية القسم الثاني.
وإذا كان ما بقي من القسم الثاني يشكل جولة جديدة في قضية التقوى، فقد يكون من المناسب أن نقدم لذلك بتلخيص لما مر معنا ليكون ذلك بمثابة مقدمة أولى للكلام عن الثلاثين آية القادمة. والتي هي تتمة القسم الثاني:
مر معنا من قبل:
مقدمة سورة البقرة: وفيها حديث عن المتقين، والكافرين، والمنافقين. ثم جاء القسم الأول وفيه مقاطع، وكله في توضيح معالم الطريق إلى التقوى سلبا أو إيجابا:
المقطع الأول في تبيان الطريق إلى التقوى، والطريق إلى الضلال.