اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فليس غيره متصفا بالألوهية وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ قال ابن كثير: فالأول (أي: قوله: لا إله إلا هو) خبر عن التوحيد، ومعناه معنى الطلب، أي: وحدوا الإلهية له، وأخلصوها لديه، وتوكلوا عليه.
[كلمة في السياق]
بعد أن أمر الله عزّ وجل في المطالب السابقة بما أمر، ذكر بكونه هو وحده الإله؛ ليبعث المؤمن على التنفيذ الخالص، وذكر بوجوب التوكل عليه وحده؛ لكى لا يخشى المسلم من الالتزام؛ ولكي يصبر على المصيبة، وبهذا انتهت المجموعة الثانية بعد أن حددت للبشر ما ينبغي عليهم فعله ليكونوا من المؤمنين، ولا يكونوا من الكافرين، فالمجموعة الأولى ذكرت المعاني التي تعين على تحقيق مطالب المجموعة الثانية، وبهذا اكتملت الفقرة الأولى من السورة، وقد عرفتنا على قضايا الإيمان والطريق إليه، حتى إذا تبين الطريق وتبينت الأسس ولفت النظر إلى كل ما يحقق بهذا الإيمان، وآن الأوان ليخاطب من بين البشر كلهم أهل الإيمان الذين ذكرهم الله في بداية السورة هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ تأتي الفقرة الثانية في السورة لتخاطب أهل الإيمان وحدهم، بما ينبغي أن يحذروه من مطبات الطريق وعوائقه وما ينبغي أن يحققوه ويفعلوه.