لاحظ أن الآية الثالثة من المقدمة هي وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً
ولاحظ بداية المجموعة الجديدة أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ فإنك تجد الصلة الواضحة بين وَاتَّخَذُوا وبين اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ
لقد تحدثت المقدمة عن القرآن والنذير والتوحيد.
وتحدث المقطع الأول عن القرآن والنذير، ثم تحدث المقطع الثاني عن القرآن والنذير على الشاكلة التي رأيناها، والآن يبدأ الحديث عن الشرك والتوحيد بعد أن شكلت آخر آيتين مرتا معنا جسرا إلى الكلام عن ذلك، إذ ورد فيهما إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا وهكذا تتحدث المجموعة الرابعة عن الموضوع الثالث في المقدمة ولكنه الحديث الذي يتداخل فيه الكلام عن القرآن والنذير والتوحيد.
أما صلة ذلك بالمحور كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فمن حيث إن الناس كانوا أمة واحدة مشركة فبعث الله لهم محمدا بشيرا ونذيرا وأنزل معه الكتاب بالحق، فكيف كان موقف الناس وما هو الحق وما هو الرد؟
[تفسير المجموعة الرابعة]
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ بأن كان مهما استحسن من شئ ورآه حسنا في هوى نفسه كان دينه ومذهبه أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا أي حفيظا تحفظه من متابعة هواه وعبادة ما يهواه، أو أفأنت تكون عليه موكلا فتصرفه عن الهوى إلى الهدى. دلت الآية على أن من أطاع هواه فيما يأتي ويذر، فهو عابد هواه وجاعله إلهه، ومن ثم بين الله لرسوله صلى الله عليه وسلم هذا الذي لا يرى معبودا إلا هواه، كيف تستطيع أن تدعوه إلى الهدى، وهذا يفيد أن كل عابد لهواه مشرك، ويفيد أن من