سورة التين تفصل في مقدمة سورة البقرة. وهي تتحدث عن الإنسان وكمال خلقته ورده إلى أسفل سافلين، إلا إذا كان مؤمنا عاملا للصالحات، كما تقيم الحجة على الكافرين بالبعث. ولذلك كله صلته بالكلام عن المتقين والكافرين في مقدمة سورة البقرة كما سنرى ذلك تفصيلا.
سورة أَلَمْ نَشْرَحْ انتهت بقوله تعالى: فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ* وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ وسورة التين يأتي فيها قوله تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ* ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ فالصلة واضحة بين نهاية سورة أَلَمْ نَشْرَحْ وبداية سورة التين فسورة أَلَمْ نَشْرَحْ تأمر بالعمل الصالح، وسورة التين تبين أنه لا خلاص من السقوط إلا بالإيمان والعمل الصالح.
وقال الألوسي عن سورة التين:(وآيها ثمان آيات في قولهم جميعا. ولما ذكر سبحانه في السورة السابقة حال أكمل النوع الإنساني بالاتفاق، بل أكمل خلق الله عزّ وجل على الإطلاق صلى الله تعالى عليه وسلم، ذكر عزّ وجل في هذه السورة حال النوع، وما ينتهي إليه أمره، وما أعد سبحانه لمن آمن منه بذلك الفرد الأكمل، وفخر
هذا النوع المفضل صلى الله تعالى عليه وسلم، وشرف وعظم وكرم).