للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك بسياق المقطع واضحة. فلنر الآن صلة ما مرّ كله وما يمرّ بمحور السورة:

إنّ الربط بين السورة ومحورها- والله أعلم- على الشكل التالي:

وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا من هذا القرآن الذي لا شكّ فيه لأنه مبين وعليّ وحكيم وذكر وعلم للساعة. فإن كنتم في ريب منه بعد هذا كله فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ* وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ .. وهذا السياق يحدّثنا أن المتقين وحدهم هم الذين لا يعادي بعضهم بعضا يوم القيامة. وهم الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وهم الذين آمنوا بالقرآن فلم يرتابوا وكانوا مسلمين أي: منقادين لآياته مستسلمين لله فيها، وها هي ذي سورة الزخرف تبشّرهم، ثمّ تعود للحديث عن عذاب الكافرين.

ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أي: يقال لهم ادخلوا الجنة أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ المؤمنات في الدنيا تُحْبَرُونَ أي: تسرون سرورا يظهر حباره، أي: أثره على وجوهكم، هذا تفسير النسفي. وفسّر ابن كثير الأزواج بالنظراء والله أعلم

يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ جمع صحفة. وهي نوع من أنواع أواني الطعام. مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ من ذهب أيضا والكوب نوع من أنواع آنية الشراب. قال النسفي:

والكوب الكوز لا عروة له. وقال ابن كثير: وهي آنية الشراب أي: من ذهب لا خراطيم لها ولا عرى وَفِيها أي: وفي الجنة ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ قال ابن كثير: أي: طيب الطعم والريح وحسن المنظر، وقال النسفي: وهذا حصر لأنواع النعم؛ لأنها إما مشتهيات في القلوب أو مستلذة في العيون. وَأَنْتُمْ فِيها أي:

في الجنة خالِدُونَ أي: لا تخرجون منها ولا تبغون عنها حولا، تم قيل لهم على وجه التفضل والامتنان

وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ قال ابن كثير:

أي: أعمالكم الصالحة كانت سببا لشمول رحمة الله إياكم، فإنه لا يدخل أحدا عمله الجنة ولكن برحمة الله وفضله، وإنّما الدرجات ينال تفاوتها بحسب الأعمال الصالحات

لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ أي: من جميع الأنواع. مِنْها تَأْكُلُونَ أي: مهما اخترتم وأردتم و (من) في الآية للتبعيض. قال النسفي: (أي: لا تأكلون إلا بعضها وأعقابها باقية في شجرها. فهي مزيّنة بالثمار أبدا .. ) وقال ابن كثير: (ولما ذكر الطعام

<<  <  ج: ص:  >  >>