على قراءة فتح الهمزة في إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ، فإن هذه الجملة تعرب بدلا من جملة أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ، وهي إما بدل كل من كل، إذا فسر التوحيد بالإسلام، أو بدل اشتمال إذا فسر الإسلام بالشريعة. وأما على قراءة (إنه) وكسر همزة (إن) بآن واحد. فإما أن نجعل الفعل (شهد) ينصب على إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ ويكون ما قبل ذلك جملة اعتراضية، أو نعتبر (شهد) بمعنى قال في الآية الأولى، وعلم في الآية الثانية، وكل ذلك له تأثيراته في المعني. فلو أننا تابعنا إعراب الآيتين بناء على هذه الأوجه الصحيحة، لرأينا معاني متعددة كلها صحيح.
ولم نستطرد هذا الاستطراد لنتعب القارئ، ولكن ليفهم أن علوم اللغة العربية بحيثياتها الدقيقة لا بد منها لفهم القرآن، وأن الذين ينفرون من دقائق قواعد هذه اللغة ضائعون، ويريدون أن يضيعوا هذه الأمة، وأنه من مجموع القراءات تتولد معاني كثيرة، ولولا أننا نريد الاختصار في هذا التفسير ما اقتصرنا على تفسير قراءة حفص كأصل.
كل ذلك أردنا أن نقوله من خلال هذا الاستطراد، ومن أجله استطردنا، ولننتقل إلى المقطع الثاني في القسم الأول من سورة آل عمران.
[المقطع الثاني من القسم الأول]
يمتد هذا المقطع من الآية (١٩) إلى نهاية الآية (٣٢) وهذا هو: