وجاء في آخر السورة قوله تعالى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ* فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ* فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ* فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ وإنك لتجد وحدة السياق من خلال وحدة هذه المعاني المتشابهة في أول السورة ووسطها وخاتمتها، كما أنك تجدها في غير ذلك، كموضوع جدال الكافرين في آيات الله الذي عرض في أول السورة ووسطها وخاتمتها ..
إنك لو تأمّلت قصة موسى عليه السّلام لوجدتها تخدم المعاني التي سبقتها، والمعاني التي لحقتها، ولو تأمّلت معاني الفقرات الأخيرة في السورة لوجدت تلاحمها مع بعضها، ولو وجدت صلاتها مع ما سبقها في السورة، فالسورة كل متكامل، ومع ذلك فهي تفصّل في محورها من سورة البقرة، وتأخذ محلّها في مجموعتها.
فائدة:[العلم الدنيوي قد يكون دافعا إلى الغرور والصد عن سبيل الله]
إن هناك معان كثيرة تذكر في القرآن باختصار، إن مجرد الإشارة إليها يعتبر معجزة ضخمة لمن عقل، وتأمّل من ذلك قوله تعالى: فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ