كثير، يترتب عليه اختلاف المعنى، وقد لخص النسفي ذلك فقال:(والعمل الصالح يرفعه الكلم الطيب، فالرافع الكلم، والمرفوع العمل، لأنه لا يقبل عمل إلا من موحّد، وقيل الرافع الله والمرفوع العمل، أي العمل الصالح يرفعه الله، وفيه إشارة إلى أن العمل يتوقف على الرفع، والكلم الطيب يصعد بنفسه، وقيل العمل الصالح يرفع العامل ويشرّفه. أي من أراد العزة فليعمل عملا صالحا فإنه هو الذي يرفع العبد) وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ المكرات السَّيِّئاتِ محافظة على عزتهم الباطلة، أو للوصول إلى العزة الجاهلية؛ رغبة في الدنيا وطلبا لها لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ في الآخرة وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ أي يفسد ويبطل
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ خلق آدم من تراب، وخلقكم من تراب، حتى صرتم نطفا ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ أي ثم أنشأكم من نطفة ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً أي أصنافا، أو ذكرانا وإناثا وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ أي إلا معلومة له وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ أي من أحد وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ يعني اللوح أو صحيفة الإنسان. قال ابن كثير: يقول: ليس أحد قضيت له بطول العمر والحياة إلا هو بالغ ما قدرت له من العمر، وقد قضيت ذلك له، فإنما ينتهي إلى الكتاب الذي قدرت لا يزاد عليه، وليس أحد قدرت له أنه قصير العمر والحياة ببالغ العمر، ولكن ينتهي إلى الكتاب الذي كتبت له؛ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ أي إن إحصاء ذلك، أو إنّ زيادة العمر ونقصانه، على الله سهل.
...
نقل:[من الظلال حول آية مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ .. ]
قال صاحب الظلال عند قوله تعالى: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ:
(وهذه الحقيقة كفيلة حين تستقر في القلوب أن تبدل المعايير كلها، وتبدل الوسائل والخطط أيضا!
إن العزة كلها لله. وليس شئ منها عند أحد سواه. فمن كان يريد العزة فليطلبها من مصدرها الذي ليس لها مصدر غيره. ليطلبها عند الله، فهو واجدها هناك وليس