للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خاتمة السورة]

وتتألف من خمس آيات وهذه هي:

[سورة النازعات (٧٩): الآيات ٤٢ الى ٤٦]

يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (٤٢) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (٤٣) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها (٤٤) إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (٤٥) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (٤٦)

[التفسير]

يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قال النسفي: أي: متى إرساؤها، أي: إقامتها، يعني: متى يقيمها الله ويثبتها. أقول: شبهت الساعة بسفينة سائرة، ويسألون عن وقت إرسائها أي: استقرارها،

قال تعالى ردا على هذا السؤال: فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها* إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها قال النسفي: أي: في أي شئ أنت من أن تذكر وقتها لهم وتعلمهم؟ أي: ما أنت من ذكراها لهم وتبيين وقتها في شئ ...

إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها أي: منتهى علمها متى تكون لا يعلمها غيره، وقال ابن كثير: أي:

ليس علمها إليك، ولا إلى أحد من الخلق بل مردها ومرجعها إلى الله عزّ وجل، فهو الذي يعلم وقتها على اليقين

إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها قال النسفي: أي:

لم تبعث لتعلمهم بوقت الساعة، وإنما بعثت لتنذر من أهوالها من يخاف شدائدها.

وقال ابن كثير: أي: إنما بعثتك لتنذر الناس وتحذرهم من بأس الله وعذابه، فمن خشي الله وخاف مقامه ووعيده اتبعك فأفلح وأنجح، والخيبة والخسار على من كذبك وخالفك

كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها أي: الساعة لَمْ يَلْبَثُوا في الدنيا إِلَّا عَشِيَّةً أي: ما بين الظهر إلى غروب الشمس أَوْ ضُحاها أي: ضحى تلك العشية، والضحى ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار، قال ابن كثير: أي: إذا قاموا من قبورهم إلى الحشر يستقصرون مدة الحياة الدنيا، حتى كأنها عندهم كانت عشية من يوم أو ضحى يوم. أقول: فإذا كان الأمر كذلك فعليهم بالعمل، فماذا يفيدهم عرفوا قربها أو بعدها ما دام أنها حاصلة وسيرونها وكأن قد.

<<  <  ج: ص:  >  >>