يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قال النسفي: أي: متى إرساؤها، أي: إقامتها، يعني: متى يقيمها الله ويثبتها. أقول: شبهت الساعة بسفينة سائرة، ويسألون عن وقت إرسائها أي: استقرارها،
قال تعالى ردا على هذا السؤال: فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها* إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها قال النسفي: أي: في أي شئ أنت من أن تذكر وقتها لهم وتعلمهم؟ أي: ما أنت من ذكراها لهم وتبيين وقتها في شئ ...
إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها أي: منتهى علمها متى تكون لا يعلمها غيره، وقال ابن كثير: أي:
ليس علمها إليك، ولا إلى أحد من الخلق بل مردها ومرجعها إلى الله عزّ وجل، فهو الذي يعلم وقتها على اليقين
إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها قال النسفي: أي:
لم تبعث لتعلمهم بوقت الساعة، وإنما بعثت لتنذر من أهوالها من يخاف شدائدها.
وقال ابن كثير: أي: إنما بعثتك لتنذر الناس وتحذرهم من بأس الله وعذابه، فمن خشي الله وخاف مقامه ووعيده اتبعك فأفلح وأنجح، والخيبة والخسار على من كذبك وخالفك
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها أي: الساعة لَمْ يَلْبَثُوا في الدنيا إِلَّا عَشِيَّةً أي: ما بين الظهر إلى غروب الشمس أَوْ ضُحاها أي: ضحى تلك العشية، والضحى ما بين طلوع الشمس إلى نصف النهار، قال ابن كثير: أي: إذا قاموا من قبورهم إلى الحشر يستقصرون مدة الحياة الدنيا، حتى كأنها عندهم كانت عشية من يوم أو ضحى يوم. أقول: فإذا كان الأمر كذلك فعليهم بالعمل، فماذا يفيدهم عرفوا قربها أو بعدها ما دام أنها حاصلة وسيرونها وكأن قد.