وظيفة الانسان هي اتباع ما أنزل الله، جاء ذلك كله بعد دعوة الناس جميعا للسير في طريق التقوى، التي أحد أركانها، الاهتداء بكتاب الله ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ أليس مقطع إبراهيم درسا في أن كلمات الله ينبغي أن تقام على الوجه الأمثل، وأن اتباع هدى الله هو الطريق الأمثل، وبالتالي فإن هذا القرآن يجب أن يقام.
٤ - وكما قلنا من قبل فإن مقطع إبراهيم هو مقدمة الحديث عن القبلة، وعن وجوب التوجه إلى الكعبة، الذي هو مرتكز كبير من مرتكزات العبادة لله رب العالمين، في سياق القسم الذي يأمر بعبادة الله رب العالمين، وهكذا نصل إلى المقطع الخامس في القسم الأول من سورة البقرة، وهو مقطع القبلة، وقبل أن نبدأ عرضه فلنذكر بعض الفصول التي وعدنا بعقدها هنا، أو اقتضاها المرور على بعض المعاني.
[فصول شتى وفوائد]
فصل في الكلمات التي ابتلي بها إبراهيم عليه السلام:
للمفسرين في الكلمات التي ابتلي بها إبراهيم عليه الصلاة والسلام كلام كثير، وكل أقوالهم استنباط، إما من خلال ما قصة الله علينا في القرآن، أو من خلال ما قصة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبينا إبراهيم، أو من خلال فهم قضية الفطرة، ومجموع ما ذكروه في الكلمات أنها: شرائع الإسلام، وبعضهم قال: ابتلاه الله بالمناسك، وقال آخرون: ابتلاه بالطهارة: خمس في الرأس وخمس في الجسد، في الرأس، قص الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسواك، وفرق الرأس، وفي الجسد، تقليم الأظفار، وحلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وغسل أثر الغائط والبول بالماء، وبعضهم ذكر بدل فرق الشعر غسل البراجم وهي: عقد الأصابع، وذكر بدل الاستنجاء الاستحداد وهو: حلق العانة، وقال بعضهم: الكلمات التي ابتلى الله بهن إبراهيم فأتمهن، فراق قومه في الله، حين أمر بمفارقتهم ومحاجته نمرود في الله، حين وقفه على ما وقفه عليه من خطر الأمر الذي فيه خلافه، وصبره على قذفه إياه في النار على هول ذلك من أمرهم، والهجرة بعد ذلك من وطنه وبلاده في الله، حين أمره بالخروج عنهم، وما أمره به من الضيافة والصبر عليها بنفسه وماله، وما ابتلي به من ذبح ابنه، حين أمره بذبحه، وبعضهم قال: ابتلاه بالكوكب، وبالشمس، وبالقمر، فأحسن في ذلك وعرف أن ربه دائم، ابتلاه بعمارة البيت فقام به، وبعضهم