للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التقوى، ولتبين قضايا من التقوى ومن جملة ما قالت وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ فتأمل الصلة بين هذه المعاني وبين تعريف التقوى في سورة البقرة، لترى كيف أن السورة ماضية في سياقها الخاص والعام على ما ذكرنا.

وإذا تقرر في كل ما مر محل هذه المجموعة فلنتذكر ما ذكرناه من قبل من أن هذه المجموعة جسر بين ما قبلها وما بعدها من مجموعة نواح: جاءت هذه المجموعة قبل الإذن في القتال لترينا مبررات ذلك الإذن: صد الكافرين عن سبيل الله وعن المسجد الحرام، تغيير معالم دين إبراهيم، تحقيق حكم الله في النسك والحج، كل ذلك يقتضي قتال قريش؛ ومن ثم يأتي الإذن بالقتال، ويكون الإذن في القتال في سياق تبيان أن الله ينصر عباده في الدنيا، وفي ذلك استكمال للرد على يأس اليائسين من النصر، ومطالبة لهم أن يرتقوا إلى الخصائص التي يستحقون بها النصر، فلنر إذن المجموعة السادسة.

[المجموعة السادسة من المقطع الثاني]

وتمتد من الآية (٣٨) إلى نهاية الآية (٤١) وهذه هي:

[سورة الحج (٢٢): الآيات ٣٨ الى ٤١]

إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (٣٨) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (٤١)

<<  <  ج: ص:  >  >>