والمعاصي كما قاله آخرون، وما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال) وقال النسفي: اللغو كل كلام ساقط حقه أن يلغى، كالكذب والشتم والهزل، يعني أن لهم من الجد ما شغلهم عن الهزل، ولما وصفهم بالخشوع في الصلاة أتبعه الوصف بالإعراض عن اللغو ليجمع لهم الفعل والترك الشاقين على الأنفس، اللذين هما قاعدتا بناء التكليف، وقال قتادة في اللغو: أتاهم والله من أمر الله ما وقفهم عن ذلك
وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ أي مؤدون قال النسفي: ولفظ (فاعلون) يدل على المداومة بخلاف مؤدون
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ قال النسفي: الفرج يشمل سوأة الرجل والمرأة
إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ أي إنهم لفروجهم حافظون في جميع الأحوال، إلا في حال تزوجهم، أو تسريهم فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ أي لا لوم عليهم إن لم يحفظوا فروجهم عن نسائهم وإمائهم
فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ. أي فمن طلب قضاء شهوة من غير الأزواج والإماء فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ أي الكاملون في العدوان، والمعنى: والذين قد حفظوا فروجهم من الحرام، فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه، من زنا ولواط، لا يقربون سوى أزواجهم التي أحلها الله لهم، أو ما ملكت أيمانهم من السرارى، ومن تعاطى ما أحله الله له، فلا لوم عليه ولا حرج، وأما من طلب وراء ذلك فإنه هو المعتدي
وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ إذا ائتمنوا وَعَهْدِهِمْ إذا عاهدوا أو عاقدوا راعُونَ أي حافظون، إذ الراعي: هو القائم على الشئ بحفظ وإصلاح، كراعي الغنم، والمراد أنهم حافظون لكل ما ائتمنوا عليه، وعوهدوا من جهة الله عزّ وجل، ومن جهة الخلق
وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ أي يداومون عليها في أوقاتها، قال النسفي:(وإعادة ذكر الصلاة لأنها أهم، ولأن الخشوع فيها غير المحافظة عليها، أو لأنها وحدت أولا ليفاد الخشوع في جنس الصلاة، أية صلاة كانت، وجمعت آخرا ليفاد المحافظة على أنواعها من الفرائض والواجبات والسنن والنوافل)
أُولئِكَ أي الجامعون لهذه الأوصاف هُمُ الْوارِثُونَ أي الأحقاء بأن يسموا وراثا دون من عداهم،
ثم ترجم الوارثين بقوله الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هو أعلى الجنان هُمْ فِيها أي في جنة الفردوس خالِدُونَ لا يموتون ولا يتحولون.