للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بين يدي سورة المعارج]

قدم الألوسي لسورة المعارج بقوله: (وتسمى سورة المواقع، وسورة سأل.

وهي مكية بالاتفاق، على ما قال القرطبي. وآيها ثلاث وأربعون في الشامي، واثنتان وأربعون في غيره. وهي كالتتمة لسورة الحاقة في بقية وصف القيامة والنار، وقد قال ابن عباس: إنها نزلت عقيب سورة الحاقة).

وقال صاحب الظلال في معرض حديثه عن سورة المعارج: (ظاهرة أخرى في الإيقاع الموسيقي للسورة، الناشئ من بنائها التعبيري ... فقد كان التنوع الإيقاعي في الحاقة ناشئا من تغير القافية في السياق من فقرة لفقرة. وفق المعنى والجو فيه ...

فأما هنا في سورة المعارج فالتنوع أبعد نطاقا، لأنه يشمل تنوع الجملة الموسيقية كلها لا إيقاع القافية وحدها. والجملة الموسيقية هنا أعمق وأعرض وأشد تركيبا. ويكثر هذا التنوع في شطر السورة الأول بشكل ملحوظ.

والتنويع الإيقاعي في مطلع السورة عميق وشديد التعقيد في الصياغة الموسيقية بشكل يلفت الأذن الموسيقية إلى ما في هذا التنويع المعقد الراقي- موسيقيا- من جمال غريب على البيئة العربية وعلى الإيقاع الموسيقي العربي. ولكن الأسلوب القرآني يطوعه ويمنحه اليسر الذي يدخل به إلى الأذن العربية فتقبل عليه، وإن كان فنا إبداعيا عميقا جديدا على مألوفها الموسيقي).

[كلمة في سورة المعارج ومحورها]

قلنا من قبل إن سورة المعارج تفصل في مقدمة سورة البقرة، وبالتحديد فإنها تفصل في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ* خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ فبداية السورة سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ* لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ ثم بعد آيات يأتي قوله تعالى: كَلَّا إِنَّها لَظى * نَزَّاعَةً لِلشَّوى * تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ثم بعد آيات يأتي قوله تعالى: فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ ثم بعد آيات يأتي قوله تعالى: فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ فأنت ترى مما نقلناه أن الكلام في السورة ينصب انصبابا رئيسيا على الكافرين وعذابهم وأحوالهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>