وقد لا يكون معها. وفي الحياة أشياء كثيرة غير المال الكثير تطيب بها الحياة في حدود الكفاية: فيها الاتصال بالله، والثقة به، والاطمئنان إلى رعايته، وستره ورضاه. وفيها الصحة والهدوء، والرضى والبركة، وسكن البيوت ومودات القلوب. وفيها الفرح بالعمل الصالح، وآثاره في الضمير، وآثاره في الحياة .. وليس المال إلا عنصرا واحدا يكفي منه القليل، حين يتصل القلب بما هو أعظم وأزكى وأبقى عند الله.
وأن الحياة الطيبة في الدنيا لا تنقص من الأجر الحسن في الآخرة.
وأن هذا الأجر يكون على أحسن ما عمل المؤمنون في الدنيا، ويتضمن هذا تجاوز الله لهم عن السيئات. فما أكرمه من جزاء).
كلمة في السياق:[حول صلة المجموعة الأولى من القسم الثاني بمحور السورة بعد عرض مضمون المجموعة]
نلاحظ أن هذه الآيات أمرت بالعدل، ونهت عن الظلم، وبينت حكم الله في قضية، وهدت المسلمين إلى أمر رشد في موضوع، وبشّرت المسلمين بما لهم عند الله في الدنيا والآخرة، فارتباط هذه المجموعة بقوله تعالى: وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ* إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ ...
إن ارتباطها بما قبلها واضح، فهي وعظ، وفيها أمر ونهي، وفيها هدى وبشرى وبيان.
وأما ارتباطها بمحورها من سورة البقرة فإنها تحدثت عن جزء من الإسلام، ونهت عن بعض خطوات الشيطان.
ولو أنك فتّشت عمّا تعطف عليه قوله تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ... لما وجدته في سورة النحل، ولكنك لو وضعت هذه الآيات بعد قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ* فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.
وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها .... لرأيت الارتباط واضحا، ولعله مما يزيد الربط وضوحا هو ما ذكر ابن كثير عن ابن جرير بسنده إلى بريدة في قوله تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذا عاهَدْتُمْ. قال: نزلت في