(هذه السورة والتي بعدها توجيه من الله- سبحانه وتعالى- لنبيه صلى الله عليه وسلم ابتداء وللمؤمنين من بعده جميعا، للعياذ بكنفه، واللياذ بحماه، من كل مخوف، خاف وظاهر، مجهول ومعلوم، على وجه الإجمال وعلى وجه التفصيل .. وكأنما يفتح الله سبحانه لهم حماه، ويبسط لهم كنفه، ويقول لهم، في مودة وعطف: تعالوا إلى هنا، تعالوا إلى الحمى. تعالوا إلى مأمنكم الذي تطمئنون فيه، تعالوا فأنا أعلم أنكم ضعاف، وأن لكم أعداء، وأن حولكم مخاوف، وهنا .. هنا الأمن والطمأنينة والسلام .. ).
وقال الألوسي في تقديمه لسورة الفلق (ولما شرح أمر الإلهية في السورة قبلها جئ بها بعدها شرحا لما يستعاذ منه بالله تعالى من الشر الذي في مراتب العالم ومراتب مخلوقاته.
وهي والسورة التي بعدها نزلتا معا كما في الدلائل للبيهقي فلذلك قرنتا مع ما اشتركتا فيه من التسمية بالمعوذتين ومن الافتتاح بقل أعوذ).
[كلمة في سورتي الفلق والناس ومحوريهما]
بعد الآيتين اللتين ذكرنا أنهما محور سورة الإخلاص من سورة البقرة تأتي قصة آدم عليه السلام وهذه هي: