للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشروعة في وقت ولكنهم تجاحدوا فيما بينهم عنادا وكفرا ومقابلة للفاسد بالفاسد.

كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ الذين لا يعلمون هم الجهلة الذين لا علم عندهم بما وراء هذه المادة، ولا كتاب من الله كعبدة الأصنام والملحدين فهؤلاء يقولون

لأهل كل دين ليسوا على شئ ومن عرف كلام ملحدي عصرنا من مثل: الدين أفيون الشعوب أدرك كيف أن القرآن يسع الزمان والمكان فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ أي يجمع بينهم يوم المعاد ويفصل بينهم بقضائه العدل الذي لا يجور فيه ولا يظلم مثقال ذرة.

روى محمد بن إسحاق عن ابن عباس قال: لما قدم أهل نجران من النصارى على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتتهم أحبار اليهود فتنازعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رافع بن حرملة (من اليهود): ما أنتم على شئ وكفر بعيسى وبالإنجيل، وقال رجل من أهل نجران من النصارى لليهود ما أنتم على شئ وجحد نبوة موسى وكفر بالتوراة، فأنزل في ذلك من قولهما: وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ ... الآية. قال قتادة وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ. قال: بلى. قد كانت أوائل النصارى على شئ ولكنهم ابتدعوا وتفرقوا وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ قال:

بلى. قد كانت أوائل اليهود على شئ ولكنهم ابتدعوا وتفرقوا» اه قول قتادة. قال ابن كثير: وهذا القول يقتضي أن كلا من الطائفتين صدقت فيما رمت به الطائفة الأخرى، أقول: قد وصف الله عزّ وجل غير اليهود والنصارى بأنهم لا يعلمون، وإذن فمن لم يؤمن بالله ويتبع الوحي الذي أنزله فهو جاهل، وأي جهل أكبر من الجهل بالله، وأي جهل أكبر من الضرب في هذه الحياة بلا هدى من الله، والعجيب أن هؤلاء يصفون أنفسهم أنهم علميون وقد انخدع كثير من أبناء المسلمين بهذه الدعاوى فضلوا.

[كلمة في السياق]

- قص الله عزّ وجل علينا هذه المقولة لليهود والنصارى وغيرهم من الكافرين في سياق قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا ... وفي ذلك ما يعمق مفهوم عدم المتابعة وتحسين الظن في الطوائف الكافرة خاصة. ومع أن كلا منها على باطل فهو لا يرى أن غيره على شئ. ثم إن هذه المقولة جاءت في سياق الفصل المبدوء بقوله تعالى أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ ... ومن ثم فهي تعمق فكرة عدم الطمع بإيمان هؤلاء ما داموا على هذه النفسية، وقد أشعرنا الله عزّ وجل بذلك في قوله فَاللَّهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>