للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الكنيسة. ومع كل هذا الجهد الناصب، المتمثل في محاولة «الشيوعية» - وهي إحدى المنظمات اليهودية- لنشر الإلحاد، خلال أكثر من نصف قرن، بمعرفة كل أجهزة الدولة الساحقة، فإن الشعب الروسي نفسه لم يزل في أعماق فطرته الحنين إلى عقيدة في الله .. ولقد اضطر «ستالين» الوحشي- كما يصوره خلفه خروشوف! - أن يهادن الكنيسة، في أثناء الحرب العالمية الثانية، وأن يفرج عن كبير الأساقفة، لأن ضغط الحرب كان يلوي عنقه للاعتراف للعقيدة في الله بأصالتها في فطرة الناس مهما يكن رأيه ورأي القليلين من الملحدين من ذوي السلطان حوله.

ولقد حاول اليهود- بمساعدة «الحمير» الذين يستخدمونهم من الصليبيين- أن ينشروا موجة من الإلحاد في نفوس الأمم التي تعلن الإسلام عقيدة لها ودينا. ومع أن الإسلام كان قد بهت وذبل في هذه النفوس .. فإنّ الموجة التي أطلقوها عن طريق أتاتورك في تركيا .. انحسرت على الرغم من كل ما بذلوه لها- (وللبطل) - من التمجيد والمساعدة. وعلى كل ما ألّفوه من الكتب عن (البطل) والتجربة الرائدة التي قام بها .. ومن ثم استداروا في التجارب الجديدة يستفيدون من تجربة أتاتورك، ألّا يرفعوا على التجارب الرائدة راية الإلحاد. إنما يرفعون عليها راية الإسلام.، كيلا تصدم الفطرة، كما صدمتها تجربة أتاتورك. ثم يجعلون تحت هذه الراية ما يريدون من المستنقعات والقاذورات والانحلال الخلقي، ومن أجهزة التدمير للخامة البشرية بجملتها في الرقعة الإسلامية.

غير أن العبرة التي تبقى من وراء ذلك كله، هي أن الفطرة تعرف ربها جيدا، وتدين له بالوحدانية، فإذا غشّى عليها الرّكام فترة، فإنها إذا هزها الهول وتساقط عنها ذلك الركام كله وتعرّت منه جملة، عادت إلى بارئها كما خلقها أول مرة .. مؤمنة طائعة خاشعة .. أما ذلك الكيد كله فحسبه صيحة حق تزلزل قوائمه، وترد الفطرة إلى بارئها سبحانه. ولن يذهب الباطل ناجيا، وفي الأرض من يطلق هذه الصيحة. ولن يخلو وجه الأرض- مهما جهدوا- ممن يطلق هذه الصيحة».

وبعد أن أقام الله الحجة على المشركين من خلال واقعهم وإذ كان السياق في موضوع التهديد بالعذاب الرباني إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ فإن الآية التالية تبين لهم سنّة الله في معاملته للأمم حتى لا يستبطئوا عذاب الله مع تكذيبهم رسوله فقال: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ. رسلا فكذبوهم فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ. أي: بالبؤس

<<  <  ج: ص:  >  >>