جدا وأغرب منه ما رواه في المعجم الكبير أيضا عن الأشعري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم «إن الله تعالى يقول: ثلاث غيبتهن عن عبادي لو رآهنّ رجل ما عمل بسوء أبدا: لو كشفت غطائي فرآني حتى استيقن، ويعلم كيف أفعل بخلقي إذا أتيتهم، وقبضت السموات بيدي، ثم قبضت الأرضين ثم قلت: أنا الملك من ذا الذي له الملك دوني، فأريهم الجنة وما أعددت لهم فيها من كل خير، فيستيقنوها، وأريهم النار وما أعددت لهم فيها من كل شر، فيستيقنوها، ولكن عمدا غيبت ذلك عنهم، لأعلم كيف يعملون وقد بينته لهم» وهذا إسناد متقارب وهي نسخة تروى بها أحاديث جمة، والله أعلم.
٧ - [كلام عن النفخ في الصور بمناسبة آية وَنُفِخَ فِي الصُّورِ .. ]
عند قوله تعالى وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ قال ابن كثير:(هذه النفخة هي الثانية، وهي نفخة الصعق، وهي التي يموت بها الأحياء من أهل السموات والأرض، إلا من شاء الله كما جاء مصرحا به مفسرا في حديث الصور المشهور، ثم يقبض أرواح الباقين حتى يكون آخر من يموت ملك الموت، وينفرد الحي القيوم الذي كان أولا وهو الباقي آخرا بالديمومة والبقاء ويقول لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ثلاث مرات ثم يجيب نفسه بنفسه فيقول لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ أنا الذي كنت وحدي وقد قهرت كل شيء، وحكمت بالفناء على كل شئ، ثم يحيي أول من يحيي إسرافيل، ويأمره أن ينفخ في الصور أخرى، وهي النفخة الثالثة: نفخة البعث، قال الله عزّ وجل ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ أي: أحياء بعد ما كانوا عظاما ورفاتا، صاروا أحياء ينظرون إلى أهوال يوم القيامة، كما قال تعالى: فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ* فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (النازعات: ١٣، ١٤) وقال عزّ وجل: يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (الإسراء: ٥٢) وقال جل وعلا وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (الروم: ٢٥) روى الإمام أحمد عن يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود قال: سمعت رجلا قال لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: إنك تقول الساعة تقوم إلى كذا وكذا، قال: لقد هممت أن لا أحدثكم شيئا، إنما قلت: سترون بعد قليل أمرا عظيما، ثم قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «يخرج الدجال في أمتي، فيمكث فيهم أربعين، لا أدري أربعين يوما، أو أربعين شهرا، أو أربعين عاما، أو أربعين ليلة، فيبعث الله تعالى عيسى ابن مريم عليهما الصلاة والسلام، كأنه عروة بن مسعود الثقفي، فيظهر فيهلكه الله تعالى، ثم يلبث الناس بعده سنين سبعا ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله تعالى ريحا