[فائدة]
- بمناسبة قوله تعالى: وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ يروي ابن كثير هذا الحديث يقول: وفي مسند الإمام أحمد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «إن الله خلق خلقه في ظلمة ثم رش عليهم من نوره، فمن أصابه ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضلّ».
تعليق: [لصاحب الظلال حول آية وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ .. ]
بمناسبة هذه الآية يقول صاحب الظلال:
(إن هذه العقيدة تنشئ في القلب حياة بعد الموت، وتطلق فيه نورا بعد الظلمات.
حياة يعود بها تذوق كل شئ، وتصور كل شئ تحت أشعته وفي مجاله جديدا كما لم يبد من قبل قط لذلك القلب الذي نوّره الإيمان.
هذه التجربة لا تنقلها الألفاظ. يعرفها فقط من ذاقها .. والعبارة القرآنية هي أقوى عبارة تحمل حقيقة هذه التجربة؛ لأنها تصوّرها بألوان من جنسها ومن طبيعتها.
إن هذا الكفر انقطاع عن الحياة الحقيقية الأزلية الأبدية، التي لا تفنى ولا تغيض ولا تغيب. فهو موت .. وانعزال عن القوة الفاعلة المؤثرة في الوجود كله .. فهو موت ..
وانطماس في أجهزة الاستقبال والاستجابة الفطرية .. فهو موت ..
والإيمان اتصال، واستمداد، واستجابة .. فهو حياة ..
إن الكفر حجاب للروح عن الاستشراف والاطلاع .. فهو ظلمة .. وختم على الجوارح والمشاعر .. فهو ظلمة .. وتيه في التيه وضلال .. فهو ظلمة ..
وإن الإيمان تفتح ورؤية، وإدراك واستقامة .. فهو نور بكل مقومات النور. إن الكفر انكماش وتحجّر .. فهو ضيق .. وشرود عن الطريق الفطري الميسر .. فهو عسر .. وحرمان من الاطمئنان إلى الكنف الآمن .. فهو قلق ..
وإن الإيمان انشراح ويسر وطمأنينة وظل ممدود ..
وما الكافر؟ إن هو إلا نبتة ضالة لا وشائج لها في تربة هذا الوجود ولا جذور .. إن هو إلا فرد منقطع الصلة بخالق الوجود، فهو منقطع الصلة بالوجود. لا تربطه به إلا