للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي المقطع الثاني بعد أن ناقش الله عزّ وجل المشركين جاء قوله تعالى: وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ ....

فكما أن المقطع الأول أوصل إلى قوله تعالى وَلَقَدْ ....

فالمقطع الثاني أوصل إلى قوله تعالى وَلَقَدْ ....

وجاءت المجموعة الأخيرة المبدوءة بقوله تعالى وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ لتبني على ما مرّ في السورة، ولتؤكّد ما مرّ من معان، ولتجمّل معاني السورة فتقرّر التنزيه، وتذكر بعثة الرسل، ونصرتهم وخذلان أعدائهم وهكذا أكمل المقطع الثاني بناء قضية التوحيد، وقضية الإيمان وختم بتبيان نوع من أنواع فلاح المؤمنين الذي أشارت إليه الآيات الأولى من سورة البقرة، والتي هي محور سورة الصافات وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وفي الكلمة الأخيرة عن السورة زيادة بيان عن السياق.

...

[فوائد]

١ - [كلام ابن كثير حول آية وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وتعليق المؤلف]

بمناسبة قوله تعالى: وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً قال ابن كثير:

(قال مجاهد: قال المشركون: الملائكة بنات الله تعالى، فقال أبو بكر رضي الله عنه:

فمن أمهاتهن؟ قالوا بنات سروات الجنّة، وكذا قال قتادة وابن زيد، وقال العوفي عن ابن عباس: قال زعم أعداء الله أنّه تبارك وتعالى هو وإبليس أخوان حكاه ابن جرير).

أقول: ويشبه ما ذكره ابن عباس ما يقوله المجوس الذين يقولون بالثنوية أي بإلهين: إله للنور وإله للظلام.

٢ - [كلام ابن كثير بمناسبة قوله تعالى وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ .. ]

بمناسبة قوله تعالى: وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ* وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ قال ابن كثير: (وقال ابن عساكر في ترجمته لمحمد بن خالد بسنده إلى عبد الرحمن بن العلاء بن سعد عن أبيه- وكان ممن بايع يوم الفتح- أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال يوما لجلسائه: «أطت السماء وحقّ لها أن تئط؛ ليس فيها موضع قدم إلا عليه ملك راكع أو ساجد» ثم قرأ صلّى الله عليه وسلم وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>