إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فالمرسل الله عزّ وجل، والمرسل نوح عليه السلام والمرسل إليهم قوم نوح، كما أن كل رسول قبل رسولنا عليه السلام كان يبعث إلى قومه
خاصة، وهذا يرجح أن الطوفان لم يكن شاملا للأرض كلها، وإنما كان شاملا للمنطقة التي كان فيها قوم نوح، هذا مع أن عامة المفسرين يرجحون القول الذي يقول بشمول الطوفان كما سنرى، وهو أحد اتجاهين عند المفسرين أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ أي: بأن أنذر قومك مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ أي: عذاب الآخرة أو الطوفان، والظاهر من كلام ابن كثير أن المراد بالعذاب في الآية عذاب الدنيا قبل الآخرة، قال ابن كثير:(يقول تعالى مخبرا عن نوح عليه السلام أنه أرسله إلى قومه آمرا له أن ينذرهم بأس الله قبل حلوله بهم، فإن تابوا وأنابوا رفع عنهم).
[كلمة في السياق]
يلاحظ أن مضمون الرسالة التي أمر الله بها نوحا كان هو الإنذار بعذاب الله، وهذا يجعلنا ندرك أهمية الإنذار الصحيح السليم الذي تعطينا السورة صورة مفصلة عنه في فقرتها الأولى، فلنر هذه الفقرة.