يشبعنها عن طريق الفوضى القذرة في المخالطة الجنسية كما يقع في زماننا هذا مع أسيرات الحرب بعد معاهدات تحريم الرقيق- هذه الفوضى التي لا يحبها الإسلام! وذلك حتى يأذن الله فيرتفعن إلى مرتبة الحرية. والأمة تصل إلى مرتبة الحرة بوسائل كثيرة .. إذا ولدت لسيدها ومات عنها. وإذا أعتقها هو تطوعا أو في كفارة. وإذا طلبت أن تكاتبه على مبلغ من المال فافتدت به رقبتها. وإذا ضربها على وجهها فكفارتها عتقها ... الخ.
وعلى أية حال فقد كان الاسترقاق في الحرب ضرورة وقتية، هي ضرورة المعاملة بالمثل في عالم كله يسترق الأسرى، ولم يكن جزءا من النظام الاجتماعي في الإسلام).
أقول: كنا قلنا من قبل: إن الاسترقاق أحد خيارات موضوعة بيد الحكومة الإسلامية، فإذا أرادت أن تعيده لمصلحة إسلامية محققة فلا حرمة في ذلك، ولكنه من المستحسن
في عصرنا ألا تفعل ذلك ما دام العالم قد تواضع على أمر هو مندوب في شريعتنا فلا ينبغي أن يسبقنا أحد في أمر هو من باب المكرمات.
[فوائد]
١ - في تفسير الخشوع في الصلاة كلام كثير للفقهاء قال النسفي:(وقيل الخشوع في الصلاة جمع الهمة لها، والإعراض عما سواها، وأن لا يجاوز بصره مصلاه، وأن لا يلتفت ولا يعبث، ولا يسدل ولا يفرقع أصابعه، ولا يقلب الحصى ونحو ذلك، وعن أبي الدرداء هو إخلاص المقال، وإعظام المقام واليقين التام، وجمع الاهتمام وأضيفت الصلاة إلى المصلين لا إلى المصلى له؛ لانتفاع المصلي بها وحده، وهي عدته وذخيرته، وأما المصلى له فغني عنها) وقال ابن كثير: قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس خاشِعُونَ خائفون ساكنون، وكذا روي عن مجاهد والحسن والزهري، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الخشوع في القلب وكذا قال إبراهيم النخعي، وقال الحسن البصري كان خشوعهم في قلوبهم، فغضوا بذلك أبصارهم، وخفضوا الجناح، وقال محمد بن سيرين: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة، فلما نزلت هذه الآية قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ خفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم، قال محمد بن سيرين: وكانوا يقولون: لا يجاوز بصره مصلاه، فإن كان اعتاد النظر