للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كلمة في السياق]

١ - بعد أن بين الله عزّ وجل في الفقرة الأولى أنه بالمرصاد ووصف في الفقرة الثانية الطبيعة البشرية التي لم يهذبها وحي، ودعا في هذا البيان ضمنا إلى خشيته وإلى الصبر والشكر والإنفاق، وأكل الحلال، وأداء الحقوق، بين في الفقرة الثالثة ما يكون يوم القيامة من عذاب للكافرين، وإكرام للمؤمنين، وفي ذلك دعوة للإنسان كي ينأى عن الكفر وأخلاقه، وكي يقبل على الإيمان وأخلاقه.

٢ - وصف العذاب الشديد للكافر بقوله تعالى: فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ* وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ أي: فيوم القيامة لا يعذب أحد كعذاب الله ولا يوثق أحد كوثاق الله عزّ وجل وفي ذلك تفصيل لقوله تعالى في مقدمة سورة البقرة: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ* خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ فالفقرة الأخيرة فصلت- فيما فصلت- العذاب العظيم للكافرين.

٣ - في الفقرة الأخيرة بيان لمن يستحق الرضى من الله عزّ وجل ويستحق الدخول في عباد الله الصالحين ويستحق دخول الجنة وهو صاحب النفس المطمئنة أي: التي لا ريب عندها والتي اطمأنت بالإيمان وذلك لا يكون إلا إذا اطمأنت ببرد اليقين في شأن القرآن وشأن الإيمان بالغيب وشأن الإيمان بالوحي كله وشأن الإيمان باليوم الآخر، ولذلك صلته بمحور السورة من مقدمة سورة البقرة فلنتأمل ذلك

الم* ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ. وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.

فالنفس المطمئنة هي النفس التقية. والفقرة الأخيرة بينت كذلك مظهرا من مظاهر الفلاح الذي وعد الله عزّ وجل به المتقين. وهكذا نجد أن السورة فصلت في مقدمة سورة البقرة إن في كلامها عن المتقين، أو في كلامها عن الكافرين، وكما فصلت السورة في محورها فقد كان لها سياقها الخاص كما رأينا.

٤ - دعت السورة بمجموعها إلى مراقبة الله عزّ وجل وإلى خشيته، وإلى الصبر إذا

<<  <  ج: ص:  >  >>