٢ - في محور السورة ورد قوله تعالى فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وهاهنا ذكر أن محمدا صلّى الله عليه وسلم شاهد وبشير ونذير، وذكر مع ذلك ماذا يترتب على ذلك من واجبات نحو الله. ونحو رسوله صلّى الله عليه وسلم كأثر عن ذلك.
٣ - تأتي الآن فقرة تتألف من ثلاث مجموعات. وهي تتحدّث عن المخلفين كنموذج على طائفة لم تقم بحق الله وحق رسوله صلّى الله عليه وسلم، ثم تأتي فقرة تتحدّث عمّن قام بحق ذلك، ثمّ تأتي فقرة ثالثة، فالمقطع الثاني يتألف من ثلاث فقرات سنراها.
٤ - في سورة الأحزاب ذكر الله عزّ وجل وَزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً، وهاهنا يذكر الله عزّ وجلّ الفتح، ولذلك صلاته بمحور السورة: وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ وهذا مظهر من مظاهر التكامل في مجموعات قسم المثاني.
٥ - إذا كانت سورة الفتح هي التي تبيّن كيف يتنزل نصر الله على العصبة المؤمنة فإنها في الوقت نفسه تذكر الصفات التي يجب أن تتوافر في العصبة المؤمنة، كما تذكر لنا أنواعا من الناس يسقطون بين يدي النصر، وتبين لنا كيف ينبغي أن يعامل هؤلاء فيما بعد فلنلاحظ ذلك ونحن نقرأ تفسير السورة. ومما مرّ نعرف أن نقطة الانطلاق نحو النصر هي التعبئة الشاملة للمعركة الحاسمة والبيعة على القتال.
*** الفقرة الأولى من المقطع الثاني
[تفسير المجموعة الأولى من الفقرة الأولى]
سَيَقُولُ لَكَ إذا رجعت من الحديبية الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ هم الذين خلفوا عن الحديبية شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا اعتلّوا بالشغل بأهاليهم وأموالهم، وأنه ليس لهم من يقوم بأشغالهم فَاسْتَغْفِرْ لَنا أي: ليغفر الله لنا تخلّفنا عنك يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ هذا تكذيب من الله لهم في اعتذارهم، فليس الذي خلّفهم ما يقولون، وإنما هو الشك في الله والنفاق، وطلبهم الاستغفار أيضا ليس بصادر عن حقيقة. قال ابن كثير: (يقول تعالى مخبرا رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما يعتذر به المخلفون من الأعراب الذين اختاروا المقام في أهليهم وشغلهم، وتركوا