تكذيبهم ليس بدعا في تاريخ البشر، ثمّ أقامت عليهم الحجة بالإنشاء الأول. فالصلات بين الفقرة الأولى والمقدمة صلات كبيرة وواضحة.
٢ - ثمّ إن الصلات بين الفقرة الأولى على أشدها: فالآية الثانية في الفقرة هي بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ والآية الأخيرة في الفقرة بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ....
٣ - لاحظ كذلك الصلة بين قوله تعالى: بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ وبين قوله تعالى: كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ ....
٤ - قلنا إن محور سورة (ق) هو: لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ هذه الآية تذكر أنّ ثمّة حسابا، وأن الله قادر عليه وعلى غيره، وقد جاءت الفقرة الأولى لتدلل على الأصل وهو مجيء اليوم الآخر، وتدلل على قدرة الله عليه وعلى غيره، لتوصلنا إلى الفقرة الثانية التي تحدّثنا عن خلق الإنسان، وعن علم الله بوساوس نفسه، ثمّ لتحدثنا عن رحلة الإنسان حتى يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار. فالفقرة الثانية تصب في تفصيل المحور مع بقائها مشدودة لسياق السورة الخاص في كونها إحدى فقرات ثلاث تردّ على موقف للكافرين، سجلته مقدّمة سورة (ق).
*** الفقرة الثانية وتمتد من الآية (١٦) إلى نهاية الآية (٣٧) وهذه هي: