في هذا السياق مجموعة الأمور التي يستحقون بها القتل والجزية، من كفرهم ونسبتهم إلى الله ما لا يليق به، وحرص على إطفاء نور الله، وفساد عند علمائهم.
ثم هدد الله الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله، والصلة ما بين القتال والإنفاق واضحة.
ثم قرر الله موضوع السنة القمرية، والأشهر الحرم فيها، وتلاعب المشركين في الأشهر الحرم، مما يدل على أنهم كاذبون في احترامها في الوقت الذي يثيرون فيه النكير على المسلمين يوم قتلوا في الأشهر الحرم. فإذا ما تذكرنا أن سورتي الأنفال وبراءة تفصلان الآيات الثلاث من سورة البقرة كما رأينا، عرفنا الصلة بين ذكر الأشهر الحرم هنا والأشهر الحرم هناك.
وينتهي القسم الأول عند هذا الحد بعد أن بين الله فيه وجوب قتال المشركين وأهل الكتاب، وأمر بكل ما يلزم لتحقيق هذا المعنى.
[كلمة في السياق]
بدأ هذا القسم بالكلام عن قتال المشركين، وانتهى بالكلام عن قتال المشركين، وفي الوسط تكلم عن قتال أهل الكتاب، وذكر في سياق ذلك مبررات قتال المشركين وأهل الكتاب، وحرر في هذا السياق المسلم من كل ما يحول بينه وبين القتال، وصلة ذلك كله بمحور سورة براءة من سورة البقرة واضحة: ففي المحور قال جل جلاله: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ* وهاهنا تفصيل في موضوع القتال: من نقاتل؟ ولماذا نقاتل؟
وفي المحور ورد قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا وهاهنا يرد كلام عن الأشهر الحرم، وتلاعب المشركين بها، كما يرد أحقية المسلمين بالمسجد الحرام، كما يرد كيف أن المشركين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، إلى غير ذلك مما له ارتباط بالمحور، وفي المحور ورد قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وهاهنا يرد قوله تعالى:
الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ فهذه كلها مظاهر لتفصيل سورة براءة لآيات المحور، إن