وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً.
إن الصلة واضحة، وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه من أن محور سورة النساء من سورة البقرة هو الآيات (٢١ - ٢٢ - ٢٣ - ٢٤ - ٢٥) ولنا عودة على السياق.
[المعنى العام للمقطع]
بين الله- عزّ وجل- في هذا المقطع أنه أنزل كتابه على رسوله صلى الله عليه وسلم بالحق، فهو يتضمن الحق في خبره وطلبه، من أجل أن يحكم رسوله على ضوئه في كل أمر من أمور الناس، وهذا هو الحق الخالص، ومع الأمر بالحق نهى الله رسوله صلى الله عليه وسلم عن أن يكون بجانب الخائنين مجادلا عنهم ومدافعا، وهو نهي للأمة كلها، وإذن فهناك صيغة للحق وحيدة هي ما أنزله الله في كتابه، وما سواها باطل وأهلها خونة، والدفاع عن أهل الباطل حرام، كترك الحق في الحكم. وإذا عرفنا أن هذه بداية المقطع، وأن نهايته الأمر بإقامة العدل والقسط، عرفنا مضمون هذا المقطع، وعرفنا أن كل ما يحتويه داخل