ابن كثير:(ثبت في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: صبّح رسول الله صلّى الله عليه وسلم خيبر فلما خرجوا بفئوسهم ومساحيهم ورأوا الجيش رجعوا وهم يقولون: محمد والله، محمد والخميس، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلم:«الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» ورواه البخاري من حديث مالك عن حميد عن أنس رضي الله عنه. وروى الإمام أحمد عن أنس بن مالك عن أبي طلحة رضي الله عنه قال: لما صبّح رسول الله صلّى الله عليه وسلم خيبر وقد أخذوا مساحيهم، وغدوا إلى حروثهم وأرضيهم، فلما رأوا النبي صلّى الله عليه وآله وسلم نكصوا مدبرين، فقال نبي الله صلّى الله عليه وسلم:«إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» لم يخرجوه من هذا الوجه وهو صحيح على شرط الشيخين).
٤ - [كلام ابن كثير حول الآيات الثلاث الأخيرة في السورة]
بمناسبة قوله تعالى: سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ قال ابن كثير: (ولما كان التسبيح يتضمن التنزيه والتبرئة من النقص بدلالة المطابقة، ويستلزم إثبات الكمال- كما أن الحمد يدل على إثبات صفات الكمال مطابقة ويستلزم التنزيه من النقص- قرن بينهما في هذا الموضع وفي مواضع كثيرة من القرآن، ولهذا قال تبارك وتعالى سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إذا سلمتم عليّ فسلّموا على المرسلين؛ فأنا رسول من المرسلين» هكذا رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث سعيد عنه كذلك، وقد أسنده ابن أبي حاتم رحمه الله ... عن قتادة قال حدثنا أنس ابن مالك عن أبي طلحة رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إذا سلّمتم عليّ فسلّموا على المرسلين» وروى الحافظ أبو يعلى عن أبي سعيد رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه كان إذا أراد أن يسلّم قال: سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ثم يسلم. إسناده ضعيف. وروى ابن أبي حاتم عن أبي إسحاق عن الشعبي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليقل آخر مجلسه حين يريد أن يقوم سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» وروي من وجه آخر متّصل موقوف على عليّ رضي الله عنه روى أبو محمد البغوي في تفسيره ... عن الأصبغ بن نباتة عن علي رضي الله عنه قال: من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه في مجلسه سُبْحانَ