للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كلمة في المجموعة الرابعة عشرة من قسم المفصل]

تتألف المجموعة الرابعة عشرة من ثلاث سور، والذي دلنا على بدايتها أن السورة الأولى منها مبدوءة بقسم، وهي علامة مطردة على بداية المجموعات كما رأينا، والذي دلنا على نهايتها أن سورة العصر بعدها مبدوءة بقسم مما يشير إلى أن سورة التكاثر هي نهاية المجموعة.

وقد عرفنا أن السورة المبدوءة بقسم تفصل في مقدمة سورة البقرة، وهذا يدلنا على محور سورة العاديات، وقد رأينا من قبل أن سورة الحاقة فصلت في مقدمة سورة البقرة، والملاحظ أن سورة القارعة تشبه سورة الحاقة، ففي سورة الحاقة. ورد قوله تعالى: الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ* وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ* كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ وفي سورة القارعة يأتي قوله تعالى: الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ* وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ لاحظ وجود كلمة القارعة في السورتين. وأن لفظ القارعة في سورة الحاقة تفسير للحاقة، وهذا يشير إلى أن السورتين تصبان في مصب واحد، مما يشير إلى وحدة محور السورتين.

والملاحظ أن سورة الحاقة تقول: يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ* فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ .. وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ ...

وأن سورة القارعة تقول: يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ* وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ* فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ .. وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ .. تتشابهان تشابها كبيرا مما يشير إلى وحدة محورهما. فإذا كان محور سورة الحاقة هو مقدمة سورة البقرة فكذلك سورة القارعة.

وعلى هذا فإن محور سورتي العاديات والقارعة هو مقدمة سورة البقرة.

وتأتي سورة التكاثر والظاهر من معانيها أنها تفصل فيما بعد مقدمة سورة البقرة، أي: في قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً

<<  <  ج: ص:  >  >>