القتال المفروض فرض كفاية بحجة الآيات التي تذكر القتال المفروض فرض عين.
ويحملون الآيات التي تجيز السلام على حالات لا يجوز فيها السلام.
فالقتال ابتداء من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا فرض كفاية. والقتال إذا هو جمنا فرض عين. ثم إنه حيثما كنا قادرين على قهر خصمنا، فلا نقبل منه إلا الحرب أو الجزية، أو الإسلام. فإذا تساوت القوتان، جاز السلام، فإذا رجحت قوتهم جاز السلام كذلك على أن تكون النظرات التي تحكمنا نظرات إسلامية، وسنرى ذلك كله تفصيلا وإنما ذكرنا ذلك لأن الآيات التي بين أيدينا تحدثنا عما ينبغي فعله- إذا قوتلنا من قتال وسهر ومتابعة للعدو حتى نخرجه من حيث أخرجنا، وأن ننهي شوكته ليكون السلطان لله. وأنه يحق لنا أن نستعمل مع خصمنا الوسائل التي يستعملها معنا. فإن اعتدى بضرب القنابل على المدن الآمنة، كان لنا أن نفعل ذلك معه، هذا مع تبيان الأحكام الخاصة في القتال في الحرم والأشهر الحرام. والآيات تبين أنه حيث أخذت أرضنا فلا قرار. وحيث قوتلنا فمرحبا بالقتال. فالآيات هنا إذن تبين وضعا من الأوضاع التي يمكن أن يواجهها المسلمون. وتبين لهم كيف ينبغي أن يواجهوها.
وهناك آيات أخرى تبين أوضاعا أخرى. ومهمة طالب العلم أن يحمل كل نص على الحالة التي ينطبق عليه النص. فلنر الفقرة الرابعة على ضوء المقدمة.